مئات الكاثوليك قتلوا، جرحوا أو اختفوا
روما، الجمعة 05 يونيو 2009 (Zenit.org) – إن الكنيسة الكاثوليكية التي دفعت ثمناً باهظاً في الحرب الأهلية في سريلانكا، تقاوم من أجل تحرير كهنتها المحتجزين في مخيمات المهجرين، حسبما أفادت وكالة إرساليات باريس الأجنبية “كنائس آسيا”.
ومن بين مانار وجافنا، الأبرشيتين في شمال سريلانكا، عانت أبرشية جافنا آلاماً كثيرة بعدما جرت فيها المرحلة الأخيرة من الحرب بين جيش الحكومة ونمور التاميل. وهنا يتحدث الأب جاستن غنانابراغاسام، نائب الأبرشية العام، عن وضع “مرعب”. ويقول أسقفها المونسنيور توماس سافوندارانياغام أن عشرين رعية دمرت بالكامل في كيللينوتشتشي ومولايتيفو. وقد تضررت الكنائس والأديرة ومراكز استقبال الأطفال والمسنين. أما تقدير الخسائر البشرية فيبقى صعباً لأن مئات الأشخاص الذين يعملون في خدمة الكنيسة والعديد من الكهنة والرهبان قتلوا أو جرحوا أو اختفوا مثل الأب فرانسيس جوزيف البالغ من العمر 70 عاماً خلال الهجوم الأخير في 18 مايو الفائت.
ومن بين الكهنة الذين أصيبوا بجراح خطيرة خلال القصف الذي تعرضت له كنائسهم، نذكر الأب جايمس باتيناتان، عضو مؤسسة كاريتاس واللجنة الوطنية للعدالة والسلام والتنمية، الذي يبل من جراحه، والأب فاسانتاسيلان، مدير أحد مراكز كاريتاس في الأبرشية الذي ينتظر وضع ساق اصطناعية له بديلة لساقه التي فقدها خلال هجوم حصل في 23 أبريل الفائت (1).
جميع هؤلاء الكهنة والرهبان تمنوا مشاطرة مصير مؤمنيهم (2). وبعضهم توفي إلى جانبهم مثل الأب ميريامبيلاي ساراتجيفان البالغ من العمر 41 عاماً والذي قضى نحبه جراء إصابته بسكتة قلبية في 18 مايو، يوم استسلام نمور التاميل. وقد دفنت المرمدة التي تحتوي على بقايا كاهن أوروتارابورام التاميلي في 30 مايو الفائت في المدافن الكاثوليكية في جافنا، إلى جانب جثث مئات ضحايا الحرب الآخرين. وخلال مراسيم الدفن، أشار جينار سافاريموتتو، صديق الفقيد إلى أن “هذا الكاهن الجريء بقي مع الأشخاص الذين كان يخدمهم حتى اليوم الأخير من الحرب”.
مع ذلك يبقى القلق مسيطراً في نفوس الكهنة الذين ما يزالون محتجزين في مخيمات اللاجئين. ويؤكد المونسنيور توماس سافوندارانياغام على أن خمسة من كهنته محتجزون في مخيم فافونيا. وقد أبرق لوزارة الدفاع للمطالبة بتحرير الكهنة مذكراً بأن “الجنود ساعدوهم على الخروج من ساحة الحرب، بعدما كانوا يعملون فيها في خدمة الشعب”. كذلك عبر الأب جينولتون فيجينتس رجانافاغام، أمين سر أسقف جافنا عن المخاوف عينها قائلاً: “نحن نجهل كلياً الأسباب التي أدت إلى احتجاز هؤلاء الكهنة في هذه المخيمات” (3).
وكانت الحكومة السريلانكية قد أعلنت رسمياً انتصارها على نمور التاميل الانفصاليين في 19 مايو الفائت، بعد حرب أهلية استمرت أكثر من ثلاثين عاماً، وعقب ثلاثة أشهر من القتال العنيف في شمال الجزيرة الذي تحصن فيه نمور التاميل محتجزين معهم عشرات الآلاف من المدنيين (4). وعلى الرغم من أن عدد الضحايا لم يحدد رسمياً إلا أن المونسنيور سافوندارانياغام يؤكد وفاة ما لا يقل عن 20000 شخص في المعركة الأخيرة.
هذا ويبلغ عدد المهجرين حالياً أكثر من 300000 موزعين في أربعين مخيماً بإدارة الجيش في جافنا ومانار وفافونيا وترينكومالي. وتبدو ظروف العيش مقلقة جداً في هذه المخيمات المكتظة إذ أنها خالية من الإنشاءات الصحية والمياه والأغذية والأدوية الضرورية. كما أن اللاجئين فيها يقعون ضحايا الأوبئة التي عبرت المنظمات غير الحكومية عن عدم قدرتها على وقف انتشارها لأنها لا تستطيع الدخول إلى هذه المخيمات إلا بشكل محدود. وقال مسؤول إنساني تكتم على اسمه: “لسنا قادرين على تأمين المساعدات الطارئة الضرورية، ومن ضمنها تأمين الماء والغذاء”.
(1) كنائس آسيا 506، 507
(2) كنائس آسيا 501
(3) Ucanews، الأول من يونيو 2009
(4) كنائس آسيا 507، 508