روما، الخميس 11 يونيو 2009 (Zenit.org) – إذاعة الفاتيكان – عاشت بولندا أياما لا تُنسى من الثاني وحتى العاشر من شهر حزيران يونيو لثلاثين عاما خلا، وتحديدا عام 1979، حين زار يوحنا بولس الثاني وطنه الأم للمرة الأولى منذ اعتلائه السدة البطرسية، بعد زيارة جمهورية الدومينيكان، المكسيك، وباهاماس واللقاء التاريخي مع مجالس أساقفة أمريكا اللاتينية.
عن هذا الحدث التاريخي، قال مدير البرامج في إذاعة الفاتيكان الأب اليسوعي أندريا كوبروفسكي إن زيارة يوحنا بولس الثاني لم تكن مجرّد عودة لمسقط رأسه وحسب، إنما زيارة رسولية قادت خليفة بطرس إلى ما وراء الستار الحديدي، إلى بلد من التكتل السوفييتي. وأشار إلى أن الزيارة شكلت أيضا فرصة لمعاوني البابا فويتيوا لفهم خاصية هذه الحبرية بشكل أفضل ورؤية المسيحية كخميرة لا غنى عنها لإعطاء معنى إنساني للأنظمة الثقافية، الاجتماعية والسياسية.
كما تحدث الأب كوبروفسكي عن المواضيع التي عالجها يوحنا بولس الثاني خلال زيارته الأولى لبولندا عام 1979 كخليفة بطرس وقال إن البابا فويتيوا تطرق لكل الأسس اللاهوتية كركيزة لا تعني الحياة الشخصية فقط، إنما الحياة الجماعية والاجتماعية والثقافية أيضا، من أجل تنظيم الحياة العامة، الاقتصادية والسياسية، وذكّر بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني في العاشر من يونيو حزيران لثلاثين عاما خلا في باليتش، حينما قال: ابحثوا عن كل ما ضروري لخير الإنسان.
وأشار مدير البرامج في إذاعة الفاتيكان إلى أن زيارة يوحنا بولس الثاني إلى بولندا جرت في ظل مناخ رائع ومطبوع في الآن معا بتوترات سياسية، لاسيما أثناء اللقاءات مع الشباب وعالم العمل في يازنا غورا ونوفا هوتا، وقال حينها إن المسيحية والكنيسة لا تخشيان عالم العمل، وذكّر بأنه تعلم الإنجيل مجددا بفضل خبراته الخاصة في عالم العمل.
وأضاف الأب كوبروفسكي يقول إن النظام خشي حينها حصول تظاهرات وبلبلة وفوضى، لكنها كانت أياما مفعمة بالفرح والسكينة. فللمرة الأولى منذ عشرات السنين التقى المؤمنون وغير المؤمنين معا واكتشفوا مجددا كرامتهم الخاصة. فانتخاب كردينال كراكوفيا خليفة لبطرس في السادس عشر من شهر أكتوبر تشرين الأول عام 1978 وزيارته الأولى لبولندا أعطيا دفعا جديدا وعميقا لمسيرة تحوّل المجتمع البولندي.
وعن مدى إسهام زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في التبدّل الذي طبع أوروبا الشرقية في السنوات العشر اللاحقة، قال مدير البرامج في إذاعة الفاتيكان إن البابا فوتيوا، وفي اليوم الثاني من زيارته بولندا وتحديدا نييزنو، أول كرسي أسقفي في البلاد، ذكّر بأن الكنيسة بدأت مسيرتها الإرسالية وحياتها من علية العنصرة، كما حيا الحجاج القادمين من مختلف دول التكتل السوفييتي.
وأكد الأب اليسوعي أندريا كوبروفسكي أن الذكرى السنوية الثلاثين لأول زيارة رسولية قادت يوحنا بولس الثاني إلى بولندا لا تحمل معنى خاصا لكنيسة بولندا فقط، فنهضة الكنيسة مجددا في مختلف بلدان أوروبا الشرقية وتبدّل الذهنية والأوضاع السياسية التي أدت أيضا لسقوط جدار برلين إضافة إلى عملية توسيع الاتحاد الأوروبي، تطبع مراحل مسيرة تجد جذورها في تلك الزيارة الرسولية.