بقلم شربل الشعار
كندا، الثلاثاء 16 يونيو 2009 (Zenit.org). – ما معنى العناية الطبّية العقيمة (Futile care )؟ – في كتاب حضارة الموت للمحامي ولسي سميس يشرح به تعني نظرية العناية الطبّية العقيمة انه عند دخول شخصٍ ما المستشفى في حالة يعتبرها الذين يروجون هذه النظرية، ان حياة المريض لا تستحق العناية وبالتالي لا تستحق العيش. مثل على ذلك ولادة طفل مبكّر اي في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل، أو عجوز عنده عدة مشاكل طبّية، او اي شخص مشرف على الموت.
بعد تشريع نظرية العناية الطبّية العقيمة في شمال أمريكا التي بها يحكم الأطباء بان المريض يعيش حالة طبّية عقيمة (Futile) ينظرون إليه ليس لوضعه الطبّي وحسب لكن على قيمته الشخصية، ان شخص من هذا النوع، بحسب نظريتهم، هو لا قيمة مادية له في المجتمع ولا يستحق العناية الطبّية وحياته لا تستحق العيش والعناية الطبّية؛ ولهذا عادةً ما يُهمل المريض من قبل الأطباء حتّى يتفشّى المرض وحتى الموت. ومن الممارسات السائدة: حرمان الرعاية الصحيّة، أو التلقيح بالتخدير النهائي (Terminal Sedation) وهو نوع من تسكين الوجع فقط قبل الوفاة. وعادةً بعد التخدير النهائي يموت المريض بعد 14 يوم بسبب الجوع والعطش. وهذا يحصل في عدد كبير من المستشفيات بسبب حكم العناية الطبّية العقيمة.
من الواضح ان نظرية العناية الطبّية لمريض يعتبر عقيم هي حكم اعدام، بالإهمال أو بالفعل، وهنالك عدد كبير من المرضى في شمال امريكا حكم عليهم بهذه النظرة السوداء وهم يريدون العيش ولم يطلبوا الإهمال الطبّي او حرمان الرعاية الصحيّة من قبل دكتاتورية الطبّ في الغرب. ولم يطلبوا التخدير النهائي بل العناية الطبيّة. ومن وراء هذا الحكم ماتوا.
ومع انتشار هذا النوع من الأخلاقيات الطبّية في الغرب، بدأ صراع ونزاع بين المريض والأقارب من جهة ضد الأطباء والمستشفيات من جهة اخرى داخل المستشفيات وفي المحاكم بين الأهل ولجان أخلاقيات علوم الأحياء (Bioethics Committee) ومن أهم هذه المحاكم نذكر قضية تاري شيافو سنة 2005 التي حكمت عليها المحكمة الأمريكية العليا بالتجويع حتّى الموت! وماتت تاري بحكم من المحكمة، ولهذا السبب في كل المستشفيات نجد رجال آمن خوفاً من غضب الأهل والمرضى على الأطباء المستشفيات.
اصبحت العناية في الغرب ليس كما يطلب المريض من عناية، بل ما يقرر المجتمع والسياسة العامّة أو ما تقرره شركة الضمان الصحّي، وتستعمل العناية الطبّية العقيمة لتوفير الأموال على المستشفيات والضمان الصحّي، ووزارة الصحّة التي تقول لماذا صرف الأموال والطقات على هذا المريض التي حالته عقيمة؟ بدل من استعمالها على مريض حالته تستحق العيش. وهذه من سلبيات الضمان الصحيّ للجميع.
عدم إحياء المريض DNR
عندما يرى الأطباء أن المريض في المستشفى اصبح في حالة عناية طبّية عقيمة، يأمرون في حال توقف التنفّس بعدم محاولة اعادة التنفّس وإحياء المريض من جديد لانهم حكموا مسبقاً بان هذا المريض هو في حالة عناية طبّية عقيمة، وحياته لا تستحق العيش وإعادة احيائه مصروف وتبذير غير ضروري.
هنا ادعوكم إلى ثورة من نوع آخر، ثورة على أنفسنا أولاً كيف يجب حماية انفسنا بالتثقيف. وحماية حياة الطفل في الرحم وحياة كل انسان يدخل المستشفى، ثورة ان نعرف الحيقية وثورة أن نواجه اللاأخلاقيات الطبّية.