بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الثلاثاء 23 يونيو 2009 (Zenit.org). – الكهنوت هو هدية للبشرية، ولكنه يواجه العديد من المشاكل خصوصًا في زمننا الحالي، والسنة التي أراد البابا أن يكرسها للكاهن هي سنة تود أن تسلط الضوء على هذه المشاكل لتعالجها. ومن خلال تقديم شخصية خوري آرس للكهنة كنموذج يقتدى، يوجه بندكتس السادس عشر تحديًا لكهنة اليوم.
هذا ما قاله الأب فيديركو لومباردي في البرنامج الأسبوعي “أوكتافا دييس” الذي يوزعه المركز التلفزيوني الفاتيكاني.
وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن “الخدمة الكهنوتية هي ذات أهمية أساسية في حياة الكنيسة” وأضاف: “لا يخفى على أحد أن هذه الخدمة تواجه في أيامنا عددًا غير يسير من المصاعب”.
وأعلم الأب اليسوعي أن هذه السنة التي بدأت نهار الجمعة المنصرم والتي تمتد حتى يونيو المقبل ستحاول الإجابة على العديد من المشاكل التي يعانيها الكهنة، بما في ذلك “مناخ العلمنة السائد في الكثير من مناطق العالم، تقدير أقل للدور الذي يلعبه الكهنة في المجتمع، الجراح العميقة التي أصيبت بها صورة الكاهن الاجتماعية جراء التصرف غير اللائق الذي عاشه ويعيشه الكثير بعض الكهنة، وأيضًا التقييم الإيجابي للدعوة العلمانية في الكنيسة”.
وأوضح لومباردي أن البابا بندكتس، للإجابة على هذه المصاعب، “لا يقوم بتقديم اعتبارات اجتماعية-دينية، بل يدعو إلى التزام داخلي أكبر من قبل كل الكهنة، لكي تكون شهادتهم في عالم اليوم أعمق وأقوى”.
الدليل على خيار بندكتس السادس عشر هذا هو أن رسالته بمناسبة افتتاح السنة الكهنوتية لا تبدأ باقتراحات خارجية برغماتية، بل تذهب إلى صلب وقلب الدعوة الكهنوتية، وتنطلق من نموذج ملموس للقداسة الكهنوتية: خوري آرس، القديس جان-ماري فياني.
وقال لومباردي: “قد يبدو كنوع من التحدي تقديم هذا الكاهن الذي عاش في قرية بلغ عدد سكانها 200 شخص، ومات منذ 150 سنة كنموذج روحي”، ولكن “إذا عاش الكاهن حقًا من الافخارستيا ومن خدمة المصالحة بين الله والإنسان، أي من تجلي رحمة الله، عندها يضحي الزمان والمكان أمرًا ثانويًا”.
ولهذا – تابع لومباردي – تتضمن رسالة البابا إلى الكهنة “لمسة عميقة من الروحانية، وحس عميق لمحبة يسوع ولمحبة شعب الله، وبشكل خاص لأولئك البعيدين عن الله والذين يعانون المصاعب”.
وتساءل لومباردي خلال البرنامج: “أليس صحيحًا أن هناك حاجة طارئة وماسة للحب الذي يسعى لكي يكون حاضرًا في قلب كل إنسان؟”
“لهذا السبب يتحدث الأب الأقدس عن الكاهن كهدية وهبة للكنيسة وللبشرية”.