الكاهن: مسيح آخر

بندكتس السادس عشر يتحدث عن تلازم الخدمة والكيان في الهوية الكهنوتية

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 24 يونيو 2009  (Zenit.org). – توقف الأب الأقدس في مقابلة الأربعاء العامة للحديث عن السنة الكهنوتية التي بدأت لتوها وتساءل:لماذا السنة الكهنوتية؟ ولماذا بالتحديد في تذكار القديس خوري آرس، الذي لم يقم ظاهريًا بشيء مميز؟

وذكر البابا في البدء المقاربة السعيدة بين السنة البولسية والسنة الكهنوتية التي تستوحي مثال خوري آرس فنرانا ننتقل من مثال المبشر الذي قام بعدة رحلات إرسالية لنشر الإنجيل، إلى مزارع أضحى خوري رعية متواضع، وقام بخدمته الرعوية في حدود قرية صغيرة.

ولكن رغم اختلاف القديسين هناك شيء أساسي يشكل نقطة مشتركة بينهما: “مماثلتهما الكاملة مع خدمتهما، وشركتهما مع المسيح الذي كان يجعل القديس بولس يقول: “لقد صلبت مع المسيح. لست أنا من أحيا بل المسيح حي فيّ”. والقديس جان ماري فياني كان يحب أن يردد: “إذا كان لدينا الإيمان، لرأينا الله مختبئًا في الكاهن مثل النور خلف البلور، ومثل الخمر الممزوجة بالماء”.

ثم لفت الأب الأقدس أن هذه السنة تود “تعزيز نزعة كل كاهن نحو الكمال الروحي الذي تعتمد عليه بشكل خاص فعالية خدمته، ومساعدة الكهنة بشكل خاص، ومعهم الشعب بأسره، على إعادة اكتشاف وتقوية وعي هبة النعمة الفائقة والتي لا غنى عنها المتمثلة بكهنوت الخدمة لمن تلقاه، للكنيسة بأسرها وللعالم، الذي يضيع من دون حضور المسيح الحق”.

كهنوت الخدمة-كهنوت الكينونة

هذا ولفت البابا إلى نزعتين أساسيتين في فهم الكهنوت في أيامنا: ” من ناحية مفهوم اجتماعي-عَمَلاني يصف جوهر الكهنوت بمفهوم ‘خدمة‘: خدمة الجماعة عبر القيام بمهمة… من ناحية أخرى، هناك مفهوم أسراري-أنطولوجي، الذي لا ينكر بالطبع طابع الخدمة في الكهنوت، ولكنه يراه مرتكزًا في كيان الخدمة ويعتبر أن هذا الكيان مبني على هبة يعطيها الرب من خلال وساطة الكنيسة، ذات الطابع الأسراري”

وسعى البابا في حديثه إلى أن يبرهن بأننا لسنا بصدد مفاهيم متناقضة وطرح السؤال: “ماذا يعني تحديدًا التبشير بالنسبة للكهنة؟ مما يتألف ما يعرف بأولية البشارة؟”.

وأجاب: “يتحدث يسوع عن التبشير بالملكوت كالهدف الحق من مجيئه إلى هذا العالم، وإعلانه ليس مجرد “خطاب”. فهو يتضمن في الوقت عينه عمله هو: العلامات والأعاجيب التي يقوم بها تدل على أن ملكوت الله يأتي إلى العالم كواقع حاضر، ويطابق في المقام الأخير شخص يسوع بالذات. بهذا المعنى، من الواجب أن نذكر أنه في أولية البشارة، لا يمكن الفصل بين الكلمة والعلامة. الوعظ المسيحي لا يعلن “كلمات” بل الكلمة، والبشرى تطابق شخص يسوع بالذات، المنفتح أنطولوجيًا على العلاقة مع الآب والمطيع لإرادته.

واستنتج قائلاً: “إن الخدمة الأصيلة للكلمة تتطلب من جهة الكاهن أن يتوق إلى تعمق في إخلاء الذات”. فالكاهن خادم الكلمة لا سيدها، وعليه يجب أن يكون “صوت” الكلمة. وهذا الدور “لا يشكل بالنسبة للكاهن بعدًا وسائليًا وحسب. بل على العكس يتطلب “انصهارًا” جوهريًا في المسيح، اشتراكًا في سر الموت والقيامة بكامل الأنا: الفكر، الحرية، الإرادة وتقدمة الجسد، كذبيحة حية”.

الكاهن: مسيح آخر

ثم استشهد بندكتس السادس عشر بمفهوم تقليدي عزيز بشكل خاص على القديس أغسطينوس الذي يتحدث عن المسيح، وبشكل خاص عن الكاهن فيتعتبره مسيًحًا آخر (Alter Christus). وقال الأب الأقدس: “يتحد الكاهن بعمق بكلمة الآب، الذي بتجسده أخذ صورة الخادم، صار خادمًا(راجع فيل 2، 5 – 11). الكاهن هو خادم المسيح، بمعنى أن وجوده، المطابق للمسيح أنطولوجيًا، يأخذ في جوهره طابعًا علائقيًا: فهو في المسيح، للمسيح، ومع المسيح في خدمة البشر”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير