“للرياضة قدرة تربوية مهمة”
حاضرة الفاتيكان، الأربعاء 11 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الرسالة التي بعثها بندكتس السادس عشر إلى الكاردينال ستانيسلو ريلكو، رئيس المجلس الحبري للكافة، بمناسبة الندوة التي عقدت على مدى يومين بعنوان “الرياضة، التربية والإيمان: لمرحلة جديدة في الحركة الرياضية الكاثوليكية” واختتمت السبت في روما.
***
إلى أخي الموقر
الكاردينال ستانيسلو ريلكو
رئيس المجلس الحبري للكافة
يسرني أن أوجه تحياتي القلبية لكم ولأمين السر والمعاونين في المجلس الحبري للكافة، وللممثلين عن المنظمات الكاثوليكية العاملة في عالم الرياضة، والمسؤولين عن الجمعيات الرياضية الدولية والوطنية، وجميع المشاركين في ندوة الدراسة التي نظمها قسم الكنيسة والرياضة في هذه المديرية تحت شعار: “الرياضة، التربية والإيمان: لمرحلة جديدة في الحركة الرياضية الكاثوليكية”.
للرياضة قدرة تربوية مهمة بخاصة لدى الشباب. لذلك تبرز أهميتها ليس فقط في أوقات الفراغ وإنما أيضاً في تنشئة الأفراد. فقد وضعها المجمع الفاتيكاني الثاني ضمن الوسائل المنتمية إلى إرث البشر المشترك والمناسبة للكمال الأخلاقي والتنشئة البشرية (راجع أهمية التربية، Gravissimum Educationis، رقم 4).
إن صح ذلك للنشاط الرياضي عامةً، فهو يصح أكثر في النشاط الممارس في المراكز الرعوية والمدارس والجمعيات الرياضية، بهدف ضمان تنشئة مسيحية بشرية للأجيال الصاعدة. وكما سبق لي أن ذكرت مؤخراً، فإن “الرياضة التي تمارس بشغف وبحس أخلاقي حذر تصبح بخاصة لدى الشباب الذين يتدربون على القدرة التنافسية السليمة وتحسين الصحة البدنية، مدرسة تنشئة على القيم البشرية والروحية، الوسائل المتميزة للتنمية الشخصية والتواصل مع المجتمع (الكلمة إلى المشاركين في بطولة كأس العالم للسباحة، 01 أغسطس 2009).
من خلال النشاطات الرياضية، تسهم الأسرة الكنسية في تنشئة الشباب مقدمة مجالاً ملائماً لتنميتهم البشرية والروحية. فعندما يتم توجيه المبادرات الرياضية نحو التنمية الشخصية الشاملة تحت إدارة أشخاص مؤهلين وأكفاء، تشكل فرصاً مناسبة يصبح فيها الكهنة والرهبان والعلمانيون مربين ومعلمين حقيقيين في حياة الشبيبة. لذا من الضروري في هذا الزمن – الذي نرى فيه الحاجة الملحة إلى تربية الأجيال الجديدة – أن تستمر الكنيسة في دعم الرياضة لدى الشباب وتقدير النشاط التنافسي بجوانبه الإيجابية، منها مثلاً القدرة على تشجيع روح المنافسة، والشجاعة والثبات في عملية تحقيق الأهداف، مع تلافي كل الميول التي تفسد طبيعته باللجوء إلى الممارسات المضرة للجسد منها المخدرات. وفي العمل على التنشئة بطريقة منسقة، يجب اعتبار الزعماء والتقنيين والمدراء الكاثوليك كمرشدين خبراء للمراهقين يساعدونهم على تنمية قدراتهم التنافسية من دون إهمال الصفات البشرية والقيم المسيحية التي تجعلهم ناضجين كلياً.
من هنا، أرى أنه من المفيد أن تركز هذه الندوة الثالثة التي يعقدها قسم “الكنيسة والرياضة” في المجلس الحبري للكافة، على الرسالة الخاصة والهوية الكاثوليكية للجمعيات الرياضية والمدارس والمراكز الرعوية التي تديرها الكنيسة. أرجو من كل قلبي أن تساعد على استغلال الفرص الثمينة العديدة التي تقدمها الرياضة في العناية الرعوية بالشباب. وبانتظار لقاء مثمر، أؤكد لكم على صلواتي مبتهلاً هداية الروح القدس وحماية مريم الوالدية للمشاركين والمعنيين في تعزيز نشاط رياضي صحي، بخاصة في المؤسسات الكاثوليكية. بهذه المشاعر، أمنح بركاتي الرسولية للجميع.
في الفاتيكان، 3 نوفمبر 2009
البابا بندكتس السادس عشر
ترجمة وكالة زينيت العالمية
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2009