ندوة “حقوق الطفل مستقبل الغد ” وعروض مسرحية وتكريم عائلات
بقلم منى طوق رحمة
أنطلياس، الاثنين 30 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – أطلّ اليوم الثاني من معرض الاعلام المسيحي الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان باشراقة تميزت بسلسلة من النشاطات المتنوعة أبرزها مسرحية “صيف 840 ” لمنصور الرحباني في استعراض سينمائي مسرحي قدمته Music Group وعقد ندوة حول “وسائل الاعلام في سبيل بناء ثقافة السلام : حقوق الطفل مستقبل الغد ” نظمتها اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام . حاضر فيها كل من الأمين العام لمجلس الطفولة الدكتور ايلي مخايل ، مدير قناة سات 7 في لبنان الأستاذ ناجي داوود ، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم ، وأدارها الأب يوسف مونس .
بعد كلمة تقديم من الأب مونس الذي اعتبر الطفولة “المدماك الأساسي في بناء ثقافة السلام” تحدث الدكتور مخايل عن الاعلام في ظل اتفاقية حقوق الطفل التي انضم اليها لبنان العام 1990التي ترتكز على أربعة مبادئ ألا وهي الحق في البقاء والنمو، عدم التمييز ،المشاركة والتعبير ومصلحة الطفل الفضلى . ورأى ان للاعلام دور كبير في تكوين شخصية الفرد وسلوكيته ، ويتعاظم دوره اكثر في عصر التقنيات الحديثة ، حيث ان الطفل وحسب احصاءات جرت مؤخراً يجلس امام التلفزيون بمعدل أربع ساعات يومياً ، من هنا له علاقة اساسية مع الطفل تقوم على الجاذبية التي يجب أن توازيها المسؤولية ، وضوح الرسالة ، الحرية التي توازيها الرقابة والضبط ، حيث لا يمكن عرض بعض المواد الاعلامية التي تطال الحرية الشخصية للطفل وعدم المس بها ، التسلية والترفيه لها وقتها ومكانتها انما يجب ان نعي دور الثقافة بحكم المسؤولية التوعوية . ولفت الى ان اهمية الاعلام تقوم على انها مصدر معلومات للطفل في تنمية الشخصية والمواهب ، تشجيع الفكر النقدي ، احترام الآخر ، تعزيز الهوية الثقافية ، تبني قيم التسامح والحوار والمساواة ، مشيراً الى ان دور الاعلام هو اعطاء معلومات عن الوقاية والبيئة والصحة ، انما “نفتقد في الاعلام اليوم الى المادة التنموية واحترام حقوق الانسان في وقت ينبغي كسر النظرة الدونية للطفل المهمش” . وعدد بعض النقاط التي يفترض تحقيقها : مبدأ مشاركة الأطفال في العمل الاعلامي ، المشاركة في الاعداد وتقديم البرامج وتأمين مساحة لهم للتعبير. وطالب باحترام عقل الطفل ، ابتكار مبادرات غير تقليدية ، منهجية التفاعل الايجابي ومصلحة الطفل الفضلى …وتقديم مادة منسجمة مع هويته الثقافية والاجتماعية التي يعيش فيها .
أبو كسم :بناء ثقافة السلام
ألقى الأب أبو كسم مداخلة جاء فيها : ” تلعب وسائل الاعلام دوراً هاماً في بناء ثقافة السلام في المجتمعات والمدارس والجامعات ، لذا يقع على عاتق هذه الوسائل مسؤولية كبيرة في ابراز أمرين ألا وهما “تظهير الواقع المرير والأخطار الكبيرة التي تهدد الأطفال في هذه المجتمعات والبلدان ، وتأليب الرأي العام العالمي ضد أشكال الفقر والعنف التي يتعرض لها الأطفال في العالم “. وركز على نقطتين أساسيتين : الاولى هي دور وسائل الاعلام في ابراز المخاطر والمشاكل التي تتعرض لها الطفولة والثانية مسؤولية وسائل الاعلام في بناء ثقافة السلام . وسأل : ما هو دور المؤسسات الاعلامية المسيحية التابعة للكنيسة في الدفاع عن الأطفال ؟ هل ما زالت أمينة لتعاليم الكنيسة ؟ أين يكمن دورها في الدفاع عن العائلة والقيم وحقوق الطفل ؟ ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه هذه الوسائل لتحصين العائلة في مواجهة التحديات الحديثة والعنف والجنس وخلق ظروف ملائمة تساعد الأطفال على التنشئة السليمة ؟
وقال :”لتحقيق السلام المنشود لمستقبل أطفالنا يجب على وسائل الاعلام ان تسعى ومن خلال برامجها وكتاباتها للعمل على نشر مفهوم المساواة والعدالة بين أبناء المجتمع المتعدد الواحد ، وتظهير صورة الشريك الآخر بالعمق مما يسهل عملية الانفتاح والحوار والمشاركة بين أبناء المجتمع الواحد . وان تنادي بتأمين حقوق الطفل في اطار العدالة والمساواة والحق في الحياة والنمو وحق الحماية وحق المشاركة . من هنا يأتي دور الاعلام الذي يجب ان يعمل من أجل التغيير الاجتماعي من خلال الدفاع عن الحقوق ، لكن للأسف ينحصر دور هذه الوسائل في نقل الخبربدلاً من بناء ثقافة السلام والمطالبة بالدفاع عن حقوق الانسان ونشر الأخبار وايصالها الى أصحاب القرار بشكل حقيقي “، مشدداً على ضرورة “توعية الأهل وتدريبهم على اجراء الرقابة الذاتية على أولادهم ، خاصة في ما يتعلق بشبكات الانترنت ، ويجب تربيتهم على اقامة علاقة مصارحة مع أهلهم وخلق جو من الثقة “.
ورأى ان ثقافة السلام تستلزم عزماً وشجاعة وتجرداً وتصميماً يتحدى الصعوبات وربما يستلزم السير عكس الواقع الحياتي . ان وسائل الاعلام مدعوة الى ان تمارس دورها بشجاعة في نشر الأخبار والبرامج التي من شأنها ان ترفع الانسان وتعزز قيمته ، وأن تبتعد عن تسويق العنف والجنس والبدع …وأن تبرز كل ما يدعو الى الحوار بين الشعوب ويدعم مسيرة السلام في العالم .
داوود :حقوق الطفل تستحق الجهد
وسأل الأستاذ داوود في مداخلته : هل لأطفالنا في عالمنا هذا حقوق ؟ كيف يتم تفسير هذه الحقوق وحمايتها في عالم تسيطر عليه وسائل الاعلام التي يعيش الأطفال فيها ومعها وتؤثر على تواصلهم وعلاقاتهم مع الآخرين . تبقى الاختلافات كثيرة حول نوعية هذه الحقوق ،
أي في ما يختص بوسائل الاعلام لقد تم استعمال حقها في حرية التعبير كالفيتو الوحيد ضد أي محاولة لتحسين وتطوير المعلومات التي يتعرض لها الأطفال على الدوام عبر وسائل الاعلام هذه ولو بطريقة غير مباشرة . وانما يجب ان تكون المصلحة العليا للطفل من أولويات الأهل وكل من يقوم باتخاذ قرارات مهمة تؤثر على حياتهم ، كما ان حقوق العائلة في تربية أطفالهم وتوجيههم على الطريق الصحيح يجب ات تُحترم وان تدعم” .
ورأى ان العلاقة الحميمة بين الأهل والأطفال يجب ان تدعم بكل قوة من قبل وسائل الاعلام ، لكن لم يتم بذل جهد كبير لإعلام الأهل عن نتيجة ومساوئ تعرض أولادهم لمشاهد العنف والجنس وغيرها ، لافتاً الى ان “بعض البرامج والأفلام والمواقع الالكترونية يمكن ان تكون مفيدة ومؤذية في الوقت نفسه” .
وختم “نحن كوسائل اعلام مدعوون جميعاً الى تخطي ضعفات الماضي والمبادئ القديمة لمواكبة سلطة وقوة اقناع الوسائل الاعلامية . ومن واجبنا ان نضطلع أكثر بدورنا في نشر ثقافة السلام وثقافة حقوق الطفل عبر الأساليب الملائمة واعتبار قضايا حقوق الطفل تستحق كل جهد واهتمام “.
تكريم عائلة كيروز
وعند المساء ، كرّم الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان عائلة مطانيوس منصور كيروز من بلدة دير الأحمر البقاعية ، إذ بلغ عدد أفرادها 16 ولداً . افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية للاعلامي جان نخول أشار فيها الى أنهما معاً “أسسا العائلة الأولى ولم تخلُ البداية من بعض المرارة ، لكن المسيرة استمرت وها هم اليوم أبناء الحياة يملأون الأرض ، بينهم الرسام والنحات والمعلم وعالم الآثار وخبير الاقتصاد والكومبيوتر… ارتضت العائلة ان تكون مشتلاً للرجال ولربات البيوت ومدرسة للإيمان ومصدراً للتفاني” .
وكانت كلمة للأب طوني خضره عدد فيها مزايا العائلة اللبنانية التي تكبر بالحب والحنان ، وتربو على التلال لتكون منارة ، وفي السهول لتكون مقالع قوية في وجه التحديات الصعبة . وألقت ابنته البكر هيام كيروز كلمة باسم العائلة شكرت فيها الاتحاد على هذه اللفتة في تكريم العائلات ، وكلمة لابنه الأصغر سناً طالباً من الله ان يرعى أهله بالمحبة ودوام الصحة ليقدم اليهم ما يستطيع القيام به تجاههم . وسلم الأب خضره العائلة درعاً تقديرياً .
الوردية والطوباوي ألفونسين
لراهبات الوردية جناح خاص تكلل بصور الطوباوية ماري ألفونسين (تمً تطويبها الأحد الفائت في الناصرة)، هذه المؤسسة الدينية التي تكبر بالصلاة والرجاء أصبح لها اليوم 22 مركزاً و90 راهبة يزرعون الأمل والفرح في مختلف أنحاء العالم ، ورسالتهم تقوم على : التعليم الديني ، تربية وتعليم ، استشفاء ، فنون جميلة، بيت الراحة ، شؤون اجتماعية ، خدمة الرعايا ، شؤون اجتماعية…وإن أساس روحانيتها الثبات في الصلاة ، التضحية المستمرة ، البساطة ، خدمة القريب ، التعاون الأخوي …كما ان رهبانية الوردية تعمل مع الشعوب العربية والاسلامية في أكثر من ستين مركزاً في العالم لنشر تعاليم المحبة التي نحن بحاجة اليها خصوصاً في أيامنا الحاضرة .
برنامج اليوم : رابطة الأخويات في ” يوم عائلة الأخويات” تقيم خلاله نشاطات دينية وتكريم اعلاميين يساهمون في خدمة الشباب والعائلة ورسيتال ديني وقداس الهي يرأسه المطران شكرالله نبيل الحاج . ندوة حول :” العائلة مربية على القيم المسيحية والانسانية ” وتكريم لعائلة وديع مرشد خضره . هكذا ويستمر المعرض الى السادس من كانون الأول ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً .