بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 13 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). – تطرقت مداخلات جلسة بعد ظهر الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 في الجمعية العامة لسينودس أساقفة الشرق الأوسط إلى الصعوبات والصلبان التي يحملها المسيحيون في الشرق الأوسط، دون أن يُطفئ ذلك العنصر المميز المسيحي، عنصر الرجاء. نستعرض في يلي بعض ما ورد في مجموعة من هذه المداخلات.
تحدث بطريرك أورشليم للاتين، فؤاد طوال، عن مسيحيي “الكنيسة الأم في الأراضي المقدسة” فشرح أن مسيحييها إجمالاً ليسوا مرتدين من أوقات محددة في التاريخ، بل هم متحدرون من الجماعات المسيحية الأولى التي أسسها يسوع المسيح بالذات”. ولهذا الواقع التاريخي بالتحديد أصداء ونتائج إكليزيولوجية وراعوية هامة للكنيسة الجامعة:
كنيسة أورشليم هي أم جميع المسيحيين روحيًا، فالجميع – كما يقول المزمور 87 – ولدوا فيها. هذه الكنيسة هي كما وصفها البابا بندكتس السادس عشر “إنجيل سادس”، تستحق حبنا وإكرامنا.
واعتبر طوال أن التعبير عن هذا الحب يتم من خلال زيارة الأراضي المقدسة واللقاء بالجماعات المحلية. ومحبة الأراضي المقدسة هو أيضًا مرادف لخدمتها، وعدم التخلي عنها.
ثم شرح كيف أن الجماعة المسيحية في الأراضي المقدسة (والتي تشكل فقط 2 % من عدد السكان) تعاني من العنف وعدم الاستقرار، وهي “كنيسة الجلجلة” ومع ذلك فهي تحمل على عاتقها مسؤولية “نشر رسالة السلام والمصالحة”.
من ناحية أخرى، تحدث أسقف القاهرة للموارنة فرنسوا عيد عن الانتماء الديني الإسلامي للمجتمعات التي يعيش فيها المسيحيون والتي تؤثر على أسلوب ومرونة عيش المسيحيين. ولفت إلى أنه رغم ضيق العيش وصعوبة التعبير، فالمسيحيون في مصر يستلهمون كلمة الله التي تدعوهم إلى الاعتناء بالفقراء والمحتاجين، فينكبون على العمل التربوي، الطبي والاجتماعي. ويقومون بالتالي بدور إيجابي خلاق في البلاد.
وقدم الأسقف عيد مثال المهاجرين اللبنانيين الذين هاجروا إلى مصر في منتصف القرن التاسع عشر، والذين يشكلون جماعة “دينامية ومتحمسة” قامت في أقل من مائة عامة بإنشاء 249 جريدة ومجلة تصدر بالعربية، الفرنسية والإنكليزية.
ثم توقف المطران باسيليوس جرجس القسّ موسى، رئيس أساقفة الموصل للسريان، على العوامل التي تضعف الحضور المسيحي فاعتبر في المقام الأول عامل الهجرة.
وفي المقام الثاني عامل الإرهاب الذي يستوحي الإيديولوجيات الدينية.
واستعرض بعدها وضع انخفاض الولادات المقلق عند المسيحيين، مع استمرار التزايد الطبيعي للولادات عند المسلمين، الأمر الذي يزيد في الفارق الديموغرافي.
وأخيرًا توقف على انتشار مفهوم خاطئ يتهم المسيحيين جورًا بالموالات للغرب الذي يُظنّ أنه ما زال مسيحيًا. من هذا المنطلق يتك اعتبار المسيحيين كوجود متطفل وغير مرغوب في أرض باتت تعتبر “دار الإسلام”.
في المقابل عبّر المطران نبيل أنطوان العنداري، أسقف طرسوس للموارنة شرفًا، والنائب الأسقفي في جونية، عن ثقته بكلمة الرب الذي يقول: “لا تخف أيها القطيع الصغير”.
فكلمة الرب هي دعوة إلى الرجاء، ومن هذا المنطلق لا بد لنا أن نستطلع دروب الرجاء الممكنة انطلاقًا من الخبرة اللبنانية.
وشرح أنه يجب أن ننظر أولاً إلى المخاطر التي يواجهها المسيحيون في لبنان ومن بينها: عدم تطبيق بنود اتفاق الطائف، قانون التوطين والتجنيس، شراء الأجانب للأراضي اللبنانية، الفقر المتفشي.
أمام هذه الصعوبات الحلول الممكنة – بحسب العنداري – هي إعادة التوازن الطائفي، تقديم “كتاب أبيض” يشرح الحالة الديموغرافية الحالية مع الأبعاد المخالفة للقانون التي يقدمها بند التجنيس، منح اللبنانيين المقيمين في الخارج الجنسية وحق الانتخاب، دعم جهود المؤسسات المارونية في العالم، إعادة النظر بالقوانين الحالية المتعلقة بشراء الأراضي من قبل الأجانب…