بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 18 أكتوبر 2010 (Zenit.org). – عقد بعد ظهر اليوم في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي، هو الثاني من نوعه في الجمعية الخاصة من سينودس الأساقفة لأجل الشرق الأوسط، ترأسه الأب فيديريكو لومباردي وتحدث فيه كل من الكاردينال جون باتريك فولي، المعلّم الأكبر لمنظمة فرسان القبر المقدّس في أورشليم، ورئيس لجنة الإعلام في السينودس، والمطران أنطوان أودو اليسوعي، أسقف حلب، بيرويا، للكلدان، نائي رئيس لجنة الإعلام، والأب بيار باتيستا بيتزابالا الفرنسيسكاني، حارس الأراضي المقدسة.
افتتح الحديث الكاردينال فولي الذي شرح أن السبب لحضوره في هذا السينودس هو أن فرسان القبر المقدس يساعدون البطريركية اللاتينية في أورشليم في المدارس، المستشفيات والخدمات، ويمدون يد العون للكنائس الشرقية الأخرى أيضًا.
أشاد المطران أودو في مطلع حديثه بالتزام السينودس بمسألة العراق والمهجرين بشكل خاص.
وصرح أسقف الكلدان في حلب بالقول: “أجد أنه لا يوجد إلا قداسة البابا والكنيسة الكاثوليكية باستطاعتها أن تجمع كل هذه الكنائس سوية ولمدة أسبوعين وبعمل منهجي. ألاحظ خاصة حرية الكلام رغم تعدد الدول والطوائف والانتماءات وهذا يعطي غنىً خاصًا لهذا السينودس”.
وعلق على “تقرير ما بعد المناقشة” الذي تلي على مسمع آباء المجمع وسُلّم نصه إليهم صباح هذا اليوم، فقال: “إنه مفعم بروح الواقعية. فهو لا يحجب الصعوبات والمشاكل، وبالوقت نفسه هو كله رجاء ويدعو إلى الالتزام بالحوار المسيحي-الإسلامي، والتعاون مع الأرثوذكس”. واعتبر أننا “اليوم بدأنا حصاد ثمار السينودس”.
وردًا على سؤال لوكالة زينيت، تساءلت فيه عما إذا كانت هناك إجراءات محددة ستحول دون ترك السينودس حبرًا على ورق، لكي لا يكون مصيره مثل مصير الكثير من المقررات، بما في ذلك السينودس الخاص لأجل لبنان، صرح الأب بيتزابالا أنه عن “عندما نكون في الشرق الأوسط ندرك أن المشاكل معقدة وتختلف من دولة إلى أخرى. الحلول أصعب، وهي غير موجودة دائمًا. نعرف جيدًا أننا لا نستطيع ان نحل كل المشاكل. ولكن قرار الوجود والاجتماع سوية هنا هو واقع إيجابي”.
وشرح رئيس حراس الأراضي المقدسة الفرنسيسكان أن “السينودس لا يستطيع أن يدخل في التطبيق العملي، فهذا دور الكنائس المحلية، التي يجب أن تأخذ مقررات السينودس وتسعى لتطبيقها في واقعها”.
وتابع معلقًا: “أوقات السينودس ليست أوقات الصحفيين. فالصحافيون يحتاجون إلى أخبار خالصة لكي يعلموا قراءهم، ولكن للسينودس وقته ولحياة الكنيسة وقتها ويجب أن نتحلى بالصبر، ونحن نؤمن بأن الروح القدس سيتابع عمله في الكنيسة”.
وعلى سؤال حول الحوار مع المسلمين قدم أودو خبرات أساقفة لفت نظرة أولها خبرة أسقف المغرب الذي شدد خلال مداخلته في السينودس على “بعد الحضور في الحياة اليومية”، موضحًا أنه انطلاقًا من هذا الحضور، “نكتشف الكثير من الغنى بين المسلمين الذين يتمتعون بالحس القدسي”.
والخبرة الثانية التي تحدث عنها أودو هي لأسقف من جنوب لبنان تحدث عن خبرة مدينة صُور في جنوب لبنان، حيث عبّر بشكل إيجابي عن “ضرورة العيش وتقدير المسلمين وعدم إكثار الكلام عن الحوار بل عيشه”.
وميّز أودو بين أربعة أشكال من الحوار: “حوار الحياة، حوار العمل، حوار الخبرة الروحية-الصوفية سوية، والحوار العقائدي”. وشرح أن “هذا الأخير هو الأصعب، وأعتقد أن مجلس الحوار مع الأديان يستطيع ان يقوم بهذا الحوار لأنه يتطلب اختصاصيين وخبراء في مواضيع الحوار ومصطلحاته العلمية”.
وأضاف: “من ناحيتنا نحن نشجع كثيرًا حوار الحياة وحوار العمل، وعندما يُطلب منا أن نقدم أسباب رجائنا يجب أن نقدمها دون تحقير الطرف الآخر. لبنان متقدم كثيرًا على صعيد الحوار الفكري. ففي جامعة القديس يوسف وفي البلمند هناك مؤسسات تعنى بالحوار بين المسيحيين والمسلمين. وهناك حالات مشابهة في سوريا ومصر، حيث نجد ما يُسمى “الإخاء الديني””.