حاضرة الفاتيكان، الاثنين 25 أكتوبر 2010 (Zenit.org) – على هامش اعمال السينودس أجريت مقابلة مع حارس الاراضي المقدسة الأب بيارباتيستا بيتزابالا قال فيها أن هذا هذا السينودس “كان خبرةَ كنيسةٍ قوية وجميلة جدًا ومُغنية. فقد كنّا على علمٍ مسبق بالمشاكل وبالعديد من الأمور ولكن بصورةٍ نظرية وعلى الورق، أمّا هذه المرة فقد التقينا هنا وتبادلنا الخبرات وسمعنا شهادات حيّة، فكانت لحظاتٌ قويّة جدًا من الشركة بيننا والتي ستبقى. شِركةٌ ليستْ نظرية بل واقعية ومرئية. وهذا ما سنحمله قبل كل شيء إلى أراضينا وإلى الأراضي المقدسة.”
وأضاف: “وكنتائج عملية، ليسَ علينا أن ننتظرَ تغييرَ العالم، بل بإمكاننا إنتظار مؤشراتٍ أكثر واقعية تخصّ الشركة والتعاون بين مختلف الكنائس، وخاصةً في الأراضي المقدسة”.
وقال بيتزابالا أن “حرية الضمير هي مشكلةٌ يحسّها الكثيرون من جميع الأقليّات في الأراضي المقدسة وفي الشرق الأوسط بالعموم. فقد تمّ التكلم في السينودس عن “علمانيةٍ إيجابية”، إلاّ أنه مصطلحٌ لا يُفهَم كثيرًا في الشرق الأوسط، لأن مفهوم العلمانية فيه، وهو مصطلحٌ غربي الأصل، ليس واضحًا بعد. أما المصطلح المفضّل في الشرق فهو “مواطنة كاملة” والذي بالعكس، لا يُفهَمُ في الغرب. إنهُ إذًا موضوعٌ حديث وغير متنامٍ بصورةٍ كاملة، وسيأخذُ وقتًا طويلاً في اكتشاف معناه. ولكن حمله هنا إلى روما عن طريق سينودس الأساقفة، ساعدَ كثيرًا على التركيز في هذه النقطة. فنحنُ لم نشخّص جيدًا الحلول، ومع هذا لا يمكنُ إيجادها في وقتٍ قصير”.
“نحنُ كأقليّة – أضاف – نعيشُ في محيطٍ ذات أغلبية يهودية في اسرائيل، ومسلمة في باقي الشرق الأوسط، وأصبحَ هذا الواقع بالتالي ضرورة فرضها الوضعُ الذي نعيشه… حضورنا كمسيحيين بهذا المعنى مهم، فهو إرثٌ في تاريخ الشرق الأوسط. ومع أننا كمسيحيين لا نستطيع طبعًا تغيير أو قلبَ مسيرة الأحداث السياسية والتاريخية للأراضي المقدسة على وجه الخصوص، إلاّ أننا نستطيع المساهمة قبل كلّ شيء على الصعيد الثقافي وفي المجالات الأكاديمية ومجالات التنشئة. وهو جانبٌ ضروري كما أعتقد، يليه حضورٌ ومساهمة في الشهادة. فنحن لا نستطيع تغيير الأمور، ولكننا نستطيع من خلال أسلوب حياتنا أن نثبتَ بأن العيشَ مختلفين هو ممكن”.