دخول الله في الزمن يعتقنا من الخوف واللامعنى

بندكتس السادس عشر يحتفل بآخر صلاة غروب في عام 2011

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأحد 1 يناير 2012 (ZENIT.org). – احتفل الأب الأقدس مساء أمس 31 ديسمبر بصلاة الغروب الأولى بمناسبة عيد مريم الكلية القداسة أم الله، شكرًا للرب في نهاية العام 2011.

قدم البابا في عظته تأملاً حول خبرة الإنسان لسر الزمان والحياة بشكل عام، فتحدث عن العبور من عام يمضي إلى عام يبدأ والذي يحثنا على التفكير على هشاشة وقِصر الحياة، وهي حقائق تحثنا على التساؤل عن معنى هذا الوجود الذي يمر في غفلة: أي معنى نستطيع أن نعطي لأيامنا هذه؟ وبشكل خاص ما المعنى الذي نستطيع أن نسبغه على أيام التعب والألم؟

هذا السؤال الذي يواكب حياة كل إنسان يجد جوابًا “في محييا طفل ولد منذ 2000 سنة في بيت لحم واليوم هو الحي، الذي قام من الموت ولن يموت أبدًا”.

في سر الكلمة المتجسد نستطيع أن نتأمل “صلاح الله وحنانه”. فالله قد “دخل في تاريخنا وهو حاضر بشكل فريد في شخص يسوع، الابن الصائر بشرًا، مخلصنا، الذي أتى إلى الأرض لكي يجدد البشرية بشكل جذري ويحررها من الخطيئة والموت، ليرفع الإنسان إلى كرامة ابن الله”.

وعليه، أوضح الأب الأقدس أن الميلاد “لا يذكرنا فقط بالاكتمال التاريخي لهذه الحقيقة التي تعنينا بشكل مباشر، بل يهبها لنا من جديد، بشكل سري وحقيقي”.

واستشهد قداسته بكلمات القديس بولس إلى أهل غلاطية حيث تحدث الرسول عن مجيء الرب كملء الأزمنة فقال: “عندما حل ملء الزمن، أرسل الله ابنه، مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الشريعة، لكي يعتق الذين هم تحت الشريعة، لكي ننال التبني” (غل 4، 4 – 5). وأضاف معلقًا: “تصل هذه الكلمات إلى قلب تاريخ الجميع وتنيره، لا بل تخلصه لأن ملء الأزمنة وافانا من يوم ميلاد الرب”.

مع ميلاد المسيح لم يعد هناك داعٍ للقلق أمام واقع الزمن الذي يمر ولا يعود. بدل الخوف والقلق هناك الآن فسحة “لثقة لا محدودة بالله، الذي نعرف أنه يحبنا”. الإنسان “لم يعد عبدًا لزمن يمر دون سبب، يميزه التعب، الحزن والألم. الإنسان هو ابن لإله دخل في الزمن لكي يعتق الزمن من اللامعنى ومن السلبية”. لقد دخل الله في تاريخنا لكي يهب الحياة “وجهة جديدة” هي وجهة الحب الذي هو أبدي.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير