الأزمة الاقتصاديّة: هل هي وعد؟ هذا ما يقوله الكاردينال برتوني

جعل الشخص “موضع الأهميّة” من جديد

Share this Entry

بقلم آن كوريان

روما، الجمعة 25 مايو 2012 (ZENIT.org).- يدعو الكاردينال برتوني لنرى في الأزمة الاقتصادية “وعداً” قد يسمح بجعل الشخص “موضع الأهميّة إن كان على مستوى التفكير أو مستوى الحقوق أو مستوى النشاط السياسي” محافظين على العائلة والأطفال والعمل.

مع اقتراب موعد اللقاء العالمي للعائلات – في ميلانو من 30 مايو وحتى 3 يونيو – عقد مؤتمر في 23 مايو من تنظيم مجلس النواب الإيطالي في “قصر النواب” حول موضوع: “العائلة، عامل مهمّ للنمو”. الكاردينال ترشيزيو برتوني، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، افتتح هذا المؤتمر مؤيداً “الدعم الحقيقي والفعّال للعائلة” في القوانين والمؤسسات. نشرت مقتطفات عن مداخلته هذه باللغة الإيطاليّة في جريدة لوسيرفاتوري رومانو في 24 مايو 2012.

الأزمة هي وعد…

دعا الكاردينال إلى اعتبار هذا “التوقيت المعيّن للأزمة” ليس “امتحاناً للجميع وخصوصاً للعائلات” فحسب، إنّما أيضاً “طلائع ووعد” شيء جديد، أي فرصة “لإعادة كرامة الإنسان إلى موضع الأهميّة أكان على مستوى التفكير أو العمل أو النشاط السياسي”.

وبالتالي، كان محور تفكير الكاردينال الشخص “موضوع الحقوق” المحفوظة دستورياً.

حماية العمل

أشار أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان إلى واجب حماية العمل كونه جزء من كرامة الإنسان: “إنّ خسارة العمل تتعدّى واقع خسارة المدخول فحسب، لأنّها تترافق مع أزمات وجوديّة تطال الوضع العائلي وتهدّده”.

كما أنّه ذكّر بأنّ الدستور الإيطالي “يمنح العمل الكرامة الأساسيّة نفسها التي بنيت عليها الجمهوريّة” : “إنّ إيطاليا هي جمهوريّة ديمقراطيّة مبنيّة على أساس العمل” (المادّة الأولى).

إنّ المبدأ الدستوري هذا يعنى “بالعمل الإنساني الإنتاجي الذي لا يرتهن الإنسان”، هذا ما قاله الكاردينال معارضاً العمل الذي لا يخضع للقانون ويصبح موضع استغلال وارتهان: لا يجب أن يحرم العمل الإنسان من “الراحة والسعادة والالتزام العائلي والبعد الاحتفالي”.

دعم حقيقي وفعلي

باشر الكاردينال برتوني بالقول أنّ الإنسان هو عنصر أساسي في العائلة التي هي “مجتمع طبيعي مبني على الزواج”.  

بالنسبة إلى أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، للعائلة “أهميّة أبعد من القانون” لأنّها ليست بمتناول إرادتنا ولا يمكن تدميرها أو التلاعب بها بحسب التغيّرات أو الحساسيّات”، العائلة لا “تخضع للتغيّرات”.

وبالتالي على القانون “حماية العائلة كمؤسسة لخدمة المصلحة المشتركة العالميّة “. في ظلّ الصعوبات الاقتصاديّة الحاليّة، شدّد الكاردينال على أهميّة “وجوب الدعم الحقيقي والفعلي للعائلة” وهو أيضاً واجب تجاه “الأجيال القادمة”.

كما تحدّث عن دور المرأّة مبيّناً قلقه “من أن تواجه عقوبات في عملها لمجرّد كونها والدة”. ذكّر الكاردينال، مستشهداً بيوحنا بولس الثاني، بأنّه “من خلال دعم العائلة،  آخذين بالاعتبار التباعد بين الرجل والمرأة، نقدّم مساهمة مهمّة في النمو المتكامل لكلّ فرد ونخلق أسساً للنظر في المستقبل بثقة”.

مصلحة الطفل أّولاً

علاوة على ذلك، تحدّث الكاردينال برتوني عن حقوق الأطفال. غير الحقّ في الحياة، يحقّ للطفل “بعائلة” أي “والد ووالدة” ليتمكّن من “التواصل مع شخصين كاملين منذ صغره” وبالتالي اكتساب “هويّة واضحة وقويّة وشخصيّة ناضجة وكاملة”.

فيما يخصّ موضوع التبنّي، دعا الكاردينال إلى “النظر في مصلحة الطفل أوّلاً” مذكّراً بأنّ “كل رغبة في طفل لا تمنح الحق” بالطفل.

وباشر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بالحديث عن حماية الطفل التي تتعلّق بحق الأهل بتعليم طفلهم و”حق الحريّة الدينيّة، التي تؤكّد من ناحية سلطات الدولة احترام معتقد الأهل، في حدود الحق الطبيعي، ولا تجبر أي طفل على تعليمٍ يتعارض مع اقتناعاته”.

وأخيراً، أضاف الكاردينال أنّ احترام الشخص يتطلّب تعليماً جنسيّاً لا يقتصر على “العناصر البيولوجيّة فقط” إنّما يتضمّن “الجوانب الأخلاقيّة بهدف توضيح المسؤولية بالكامل”: ” ففكرة أن تكون العلاقة الجنسيّة واقعاً منفصلاً عن الإنجاب قد تؤثّر على أهمّ مبدأ منظم لحياة الإنسان”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير