الفاتيكان، 22 فبراير 2007 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس البارحة في مقابلة الاربعاء العامة عن معنى أربعاء الرماد وعن معنى زمن الصوم المقدس بوجه عام.
قال بندكتس السادس عشر: ” إن أربعاء الرماد الذي نحتفل به اليوم هو نهار مميز بالنسبة لنا نحن المسيحيين، يتصف بروح استجماعٍ وتأمل عميق”.
وأضاف: “به نبدأ مسيرة زمن الصوم، المبنية على الاصغاء إلى كلمة الله وعلى الصلاة وأعمال التوبة”، و “ستساعدنا الليتورجية خلال فترة أربعين يومًا لنعيش مراحل سر الخلاص الهامة”.
فقد “خُلق الإنسان ليكون صديق الله”، ولكن بعد خطيئة الأبوين الأولين، “قُطعت علاقة الثقة والحب هذه وجرّدت البشرية من القدرة على تحقيق دعوتها الأصلية”.
وبفضل ذبيحة المسيح “أُعتقنا من سلطان الشر: فالمسيح، بحسب الرسول يوحنا، صار ذبيحة تكفير عن خطايانا (انظر 1 يو 2، 2)؛ والقديس بطرس يضيف: لقد مات مرة من أجل الخطايا (انظر 1 بط 3، 18)”.
ثم قال البابا: “الصوم هو فرصة “لنصير مسيحيين من جديد”، من خلال عملية تحوّل داخلي مستمرة، ومن خلال النمو في معرفة ومحبة المسيح. والتوبة ليست أمرًا يُنجَز مرة واحدة وحسب، بل هو عملية دينامية، ومسيرة داخلية تدوم مدى الحياة”.
ثم أضاف البابا: ” ومسيرة الارتداد الانجيلي هذه، لا يمكنها أن تقتصر على فترة معينة في السنة: إنها مسيرة يومية ينبغي أن تغطي وجدنا بكليته، وكل يوم من حياتنا”.
واستنتج الأب الأقدس: “من هذا المنطلق، زمن الصوم هو ، لكل مسيحي ولكل جماعة مسيحية، فصل روحي مؤاتٍ للتمرس بثبات أكبر في البحث عن الله، فاتحين القلب للمسيح”.
واستشهد البابا بالقديس أغسطينس القائل: “حياة المسيحي المضطرم بأسرها – يقول أغسطينس – هي شوقٌ مقدس”، وقال الحبر الأعظم: “إذا كان الأمر كذلك، فنحن مدعوون في زمن الصوم بشكل خاص أن نقتلع “من أشواقنا جذور المجد الباطل” لكي نعلم القلب أن يشتاق، أي أن يحب الله. “الله – يقول القديس أيضًا – هو كل ما نتوق إليه” (cfr Tract. in Iohn., 4). فلنرجُ أن نبدأ فنتوق إلى الله بالحقيقة، وأن نتوق بالتالي إلى الحياة الحقة، الحب نفسه والحقيقة”.