الأول من سبتمبر

روما، الاثنين 1 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الأول من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

هذا هو جسدي

في لغة الكتاب المقدس لا تعني كلمة "جسد – "هذا هو جسدي" – مجرد الجسد بتمايزه عن الروح، على سبيل المثال. الجسد، في لغة الكتاب المقدس، يعني الشخص بكامله، حيث الروح والجسد متحدان دون أدنى انفصال. "هذا هو جسدي" يعني بالتالي: هذا هو شخصي بكليته، الموجود بشكل جسدي. أما طبيعة هذا الشخص، فنستخلصها مما يقوله يسوع بعد ذلك مباشرة: "الذي يبذل لأجلكم". وهذا يعني: هذا الشخص هو: موجود-لأجل-الآخرين. إنه، في كيانه الأكثر حميمية، مشاركة مع الآخرين. ولكن لهذا السبب، بما أن المسألة مسألة شخص، وبما أنها انفتاح قلب، وهبة ذات شخصية، من الممكن إشراك آخر بها... الجسد هو الحاجز الذي يفصلنا عن الآخرين؛ ولذا فهو يمثل إلى حد ما غربتنا أحدنا عن الآخر. لا يمكننا أن ننظر إلى حميمية الآخر؛ وجود الآخر الجسدي يحجب ذاته الداخلية... لا يمكننا حتى أن ننظر داخل ذواتنا، إلى عمقنا الشخصي. فمن ناحية: الجسد هو حاجز يجعلنا معتمين، غير شفافين أحدنا مع الآخر، الأمر الذي يضعنا أحدنا جنبًا إلى جنب مع الآخر ويمنعنا من أن نرى ونلمس بعضنا البعض في ذواتنا الحميمية. ولكن من ناحية أخرى: الجسد هو أيضًا جسر. نلتقي أحدنا بالآخر عبر الجسد؛ ومن خلال الجسد نتواصل في عناصر الخلق المشتركة؛ من خلال الجسد نرى أنفسنا، نشعر بأنفسنا، نتقارب أحدنا من الآخر. نتعرف على هوية الآخر وجوهره في إيماءات الجسد. نحن ذواتنا من خلال الطريقة التي يرى فيها الجسد وينظر ويتصرف ويقدم ذاته؛ الجسد يقودنا أحدنا إلى الآخر: إنه في الوقت عينه حاجز ووسيلة تواصل.