روما، الاثنين 8 سبتمبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

ميلاد مريم

إن عيد ميلاد مريم هو عيد فريد بين الأعياد التي تكرم القديسين، لأن الكنيسة لا تحتفل عادة بيوم المولد. فممارسة الكنيسة كانت مختلفة جدًا عن الاحتفالات في اليونان أو في روما الوثنية، حيث كان يتم الاحتفال بعيد مولد رجل عظيم – كعيد قيصر، أو أغسطس على سبيل المثال – بأبهة كبيرة وكأنه يوم خلاص. لطالما صرحت الكنيسة بأنه سابق لأوانه أن يُحتفل بعيد مولد شخص ما لأن ما تبقى من حياة ذلك الشخص ما زال خاضعًا لغموض كبير. بكلمات أخرى، كان من المستحيل التوصل إلى أجوبة لبعض الأسئلة انطلاقًا من مولد شخص ما. هل ستكون حياته حقًا مستحقة الاحتفال؟ هل سيكون هذا المرء فرحًا حقًا باليوم الذي أتى فيه إلى العالم؟ هل سيفرح العالم بأن هذا الشخص قد ولد أو هل سيلعن يوم مولد هذا الشخص؟... لا، الكنيسة احتفلت دومًا بيوم الموت، قناعةً منها بأنه يمكن الاحتفال بحياة شخص ما فقط بعد أن يكون قد اجتاز هذه الحياة إلى الموت والدينونة... كانت مريم البوابة التي من خلالها أتى الرب إلى العالم، وليس فقط البوابة الخارجية. لقد حبلت بيسوع في قلبها قبل أن تضحي أمه بحسب الجسد، كما قال القديس أغسطينوس بطريقة معبرة. كانت نفسها الفسحة التي تمكن الله من خلالها أن يلج إلى البشرية. خلافًا لعظام ولمقتدري هذه الأرض، تمكنت مريم المؤمنة التي حملت نور الله في قلبها أن تلعب دورًا حيويًا في تغيير أساسات العالم. بإمكان العالم أن يتحول فقط عبر قوة الروح.