الخامس والعشرون من سبتمبر

روما، الخميس 25 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس والعشرين من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

رباط الزواج

تمتد جذور مسألة العلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة في عمق جوهر الكائن البشري، ويمكنها أن تجد جوابها فقط في هذا الأخير. لا يمكن فصلها عن السؤال القديم أبدًا والحديث أبدًا الذي يطرحه الإنسان بشأن ذاته: من أنا؟ هل الله موجود؟ ومن هو الله؟ كيف هو وجه الله حقًا؟ إن جواب الكتاب المقدس عن هذه الأسئلة هو موحد ومتسلسل: خُلق الإنسان على صورة الله، والله هو محبة. لهذا السبب، الدعوة إلى الحب هي التي تجعل الإنسان على صورة الله حقًا: يضحي الإنسان مماثلاً لله بقدر ما يضحي شخصًا محبًا. انطلاقًا من هذا الرباط الأساسي بين الله والإنسان، ينشأ رباط آخر: الرباط غير المنفصم بين الروح والجسد. فالإنسان هو بالواقع روح يعبر عن ذاته في الجسد، والجسد يحركه روح لا يموت. ولهذا فجسد الرجل والمرأة يحمل طابعًا لاهوتيًا؛ ليس هو مجرد جسد، والبيولوجي في الإنسان ليس بيولوجيًا وحسب، بل هو تعبير واكتمال لبشريتنا... بهذا الشكل، انطلاقًا من الرباطين: رباط الإنسان بالله، وفي الإنسان، رباط الجسد بالروح، يظهر رباط ثالث: العلاقة القائمة بين الإنسان والمؤسسة. يتضمن ملء الإنسان بُعد الزمن، و "نَعَم" الإنسان يذهب أبعد من اللحظة الراهنة: يعني الـ "نعم" في كليته "إلى الأبد"، ويشكل فسحة الأمانة. فقط في حميمية هذه الأمانة يستطيع الإيمان أن ينمي وأن يفتح آفاق المستقبل وأن ينجب الأطفال الذين هم ثمرة الحب، وأن يثق بالإنسان وبمستقبله في الأوقات الصعبة.