الثاني عشر من سبتمبر

روما، الخميس 12 سبتمبر 2008(zenit.org) . -  ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني عشر من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

حدث الصليب اللامتناهي

صلب المسيح وموته على الصليب، وبشكل آخر، فعل قيامته من القبر، الذي يضفي اللافساد على الفاسد، هي أحداث تاريخية تمت مرة واحدة وبالتالي هي أحداث من الماضي... إلاّ أن حدث الصلب الخارجي يرافقه فعل هبة ذات داخلي ( الجسد "يعطى لكم"). "ما من أحد يأخذ حياتي مني" يقول الرب في إنجيل يوحنا، "بل أنا أهبها طوعًا بإرادتي" (10، 18). فعل هبة الذات هذا ليس مجرد فعل روحي بحت. إنه فعل روحي يشمل البعد الجسدي أيضًا، ويعانق الكائن البشري بأسره؛ بالواقع، إنه في الوقت عينه فعل ابن الله. كما أظهر القديس مكسيموس المعترف بشكل باهر، طاعة إرادة يسوع الإنسانية تدخل في نعم الابن الأبدي للآب. هذه "الهبة" من قبل الرب، في سلبية الصلب، تحمل آلام الواقع البشري إلى صلب عمل الحب، وبالتالي تعانق كل أبعاد الواقع – الجسد، النفس، الروح واللوغوس. وكما أن آلام الجسد تتداخل في مأساة وشغف الفكر وتضحي نعم الإيمان، بالشكل عينه يتداخل الزمان في ما يسمو على الزمن. يسمو الفعل الداخلي الحق، رغم أنه لا يوجد من دون العمل الخارجي، يسمو على الزمان، ولكن، بما أنه يصدر في الزمان، يمكن للزمان مرة تلو الأخرى أن يعود إليه. بهذا الشكل يمكننا أن نضحي معاصرين لأحداث الخلاص الماضية. هذا ما كان يجول في فكر القديس برنردوس من كليرفو عندا قال أن "المرة الواحدة" (semel) الحقة تحمل في طياتها الـ "دائمًا" (semper). الدائم يحدث في ما حدث فقط مرة واحدة.