الحادي عشر من سبتمبر

روما، الخميس 11 سبتمبر 2008(zenit.org) . -  ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي عشر من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

الله يتغلغل في الأحداث البشرية

التاريخ ليس في يد قوى الظلام، أو الصدفة، أو القرارات البشرية وحدها. عندما يطلق الشرير العنان لسلطانه، وعندما يتدخل الشيطان بعنف، وعندما تظهر موجة من الضربات والمساوئ، عند ذلك يقوم الرب، سيد الأحداث التاريخية الأعلى. يقود الرب التاريخ بحكمة نحو فجر سماوات جديدة وأرض جديدة... وبالتالي هناك رغبة في إعلان أن الله ليس غير مبالٍ بالأحداث البشرية، بل هو يتدخل فيها، ويخلق "سبله" الخاصة، أي، بكلمات أخرى، يحقق مشروعه و"أعماله"... يجب على الأمم أن تتعلم أن "تقرأ" رسالة الله في التاريخ. مغامرة البشرية ليست مغامرة مشوشة ودون معنى، وليست مسيرة حتمية لا يمكن الاعتراض عليها، أو مسألة يمكن للمتغطرسين والمنافقين أن يستغلوها... موقف الإيمان هذا يقود البشر إلى التعرف على قوة الله العاملة في التاريخ،  وإلى الانفتاح على الحس بالرهبة أمام اسم الرب. باللغة البيبلية، "المخافة" ليست الخوف. بل هي اعتراف بسر التسامي الإلهي. ولذا فهي أمر جذري في الإيمان وهي متداخلة بالمحبة... كما قال القديس إيلاريوس من بواتيه، أسقف من القرن الرابع: "كل مخافتنا هي في الحب".