روما، الأربعاء 3 سبتمبر2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
بُعْدٌ وجوديٌ جديد
كان موت المسيح فعل حب. في العشاء الأخير استبق يسوع موته وحول نفسه إلى هبة ذات. إن شركته الوجودية مع الله كانت شركة وجودية مع حب الله، وهذا الحب هو القوة الحقة ضد الموت، إنه أقوى من الموت. القيامة هي بمثابة انفجار نور، انفجار حب ذوّب التداخل الذي حتى ذلك الحين لم يكن ممكنًا فصله بين “الموت والصيرورة”. لقد أعلن عن بعد جديد للحياة، اندمجت فيه المادة بشكل متحول، وظهر عالم جديد. من الواضح أن هذا الحدث ليس مجرد أعجوبة من الماضي، لا يحرك فينا حدوثه ساكنًا. إنه قفزة نوعية في تاريخ “التطور” والحياة بشكل عام نحو حياة مستقبلية جديدة، نحو عالم جديد ينطلق من المسيح ويمزج عالمه بعالمنا باستمرار، فيحول هذا الأخير ويجذبه إلى ذاته. ولكن كيف يحدث هذا الأمر؟ كيف يمكن لهذا الحدث أن يصل إليّ ويرفع حياتي إليه؟ الجواب، ربما يكون مفاجئًا للوهلة الأولى، ولكنه واقعي بالكلية، وهو التالي: يأتي الحدث نحوي عبر الإيمان والمعمودية. المعمودية تعني بالتحديد هذا: لسنا بصدد حدث من الماضي، بل بصدد قفزة نوعية لتاريخ العالم الذي يأتي نحوي، ويمسك بي لكي يجتذبني. المعمودية هي أمر مختلف تمامًا عن طقس معقد. وهي أيضًا أكثر من مجرد غسل بسيط، وأكثر من تطهير وتجميل للنفس. إنه حقًا موت وقيامة، ولادة جديدة وتحول إلى حياة جديدة.