بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 3 سبتمبر 2008 (Zenit.org). – توقف الأب الأقدس في تعليم الأربعاء اليوم على ما يعرف عمومًا بخبرة ارتداد بولس الرسول. فعلى طريق دمشق، في أوائل ثلاثينيات القرن الأول، وبعد فترة اضطهد فيها الكنيسة، جاءت اللحظة الحاسمة في حياة بولس.
لفت الأب الأقدس إلى أن الحدث يرد 3 مرات في أعمال الرسل، ويتطرق إليه بولس الرسول في رسائله بشكل غير مباشر، وحذر أن التجربة التي تقع فيها العامة هي التوقف على العلامات الخارجية التي ترافق السرد، وإغفال النقطة الأساسية التي هي اللقاء مع القائم من الموت وقبول الدعوة الإرسالية نحو الأمم والكنسية للالتحاق بجماعة الرسل.
وانطلق بندكتس السادس عشر موضحًا أن في الكنيسة القديمة، “كان العماد يسمى “تنويرًا”، لأن هذا السر يمنح النور، ويجعلنا نرى حقًا” وتابع: “ما تجري الإشارة إليه لاهوتيًا، يتحقق في بولس بشكل جسدي أيضًا: فبعد أن شفي من عماه الداخلي، يرى بشكل واضح”.
وشرح: “لقد تحول بولس لا بفضل فكرة، بل بفضل حدث، بفضل حضور القائم الذي لا يقاوَم، والذي لن يشك فيه من بعد لأجل البرهان الواضح الذي حمله هذا الحدث وهذا اللقاء في ذاته. لقد حول بشكل جذري حياة بولس؛ وبهذا المعنى يمكننا الكلام عن ارتداد”.
ثم تحدث الأب الأقدس عن الأبعاد الرسولية والجماعية لهذه الدعوة بالقول: “خاطب القائم من الموت بولس، ودعاه لكي يكون رسولاً، وجعل منه رسولاً حقًا، شاهدًا للقيامة، وأوكل إليه المهمة الخاصة المتمثلة بإعلان الإنجيل للوثنيين، وللعالم اليوناني-الروماني”.
“وفي الوقت عينه تعلم بولس أنه رغم علاقته المباشرة مع القائم من الموت، يجب عليه أن يدخل في الشركة الكنسية، يجب عليه أن يعتمد، وأن يعيش بتناغم مع الرسل الآخرين. فقط عبر هذه الشركة مع الجميع سيستطيع أن يكون رسولاً حقًا، كما يكتب بشكل واضح في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس: “أَفكُنتُ أَنا أَم كانوا هُم، هذا ما نُعلِنُه وهذا ما بِه آمنَتُم” (15، 11). هناك بشرى واحدة عن القائم من الأموات، لأن المسيح هو واحد”.