لنتأمل مع بندكتس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الرابع من سبتمبر

روما، الخميس 4 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 تحرير الـ “أنا”

بالمعمودية، يؤخذ “أنا”ي مني ويُدمج في شخص جديد هو أكبر مني. هذا يعني أن أناي يعود إلي من جديد، بعد أن تحول، وانكسر، وانفتح عبر انخراطه في جوهر الآخر الذي ينال فيه رحابة وجود جديدة. المسيح وحده يحمل في صلبه “الوعد” بكامله. ولكن ماذا يحدث لنا؟ يجيب بولس: لقد صرتم واحدًا مع المسيح (راجع غلا 3، 28). ليس مجرد أمرًا واحدًا، بل واحدًا، وواحدًا فقط، أي كيانًا واحدًا جديدًا. إن تحرير أنانا من عزلته، وإيجاد ذواتنا في كيان جديد يعني إيجاد أنفسنا في رحابه الله والانجذاب إلى حياة خرجت من محيط “الموت والصيرورة”. إن انفجار القيامة العظيم قد أمسك بنا عبر المعمودية ليجتذبنا. ولهذا نحن نرتبط ببعد جديد من الحياة التي ندخل فيها إلى حد ما من خلال مضايق الحياة اليومية. معنى الحياة المسيحية هو أن نعيش حياتنا كدخول مستمر في هذه الفسحة المفتوحة. القيامة ليست أمرًا من الماضي، فالقيامة وصلت إلينا وأمسكت بنا. ونحن نتمسك بها، نتمسك بالرب القائم، ونعرف أنه يمسك بنا بحزم حتى عندما تضعف أيدينا. نمسك بيده، ولهذا نمسك بأيدي الآخرين، ونضحي بهذا الشكل كيانًا واحدًا، لا شيئًا واحدًا وحسب. أنا، ولكن لست أنا: هذه هي صيغة الحياة المسيحية المتجذرة في المعمودية، صيغة القيامة في صلب الزمان. أنا، ولكن لست أنا: إذا عشنا بهذا الشكل، سنحول العالم. إنه برنامج يعاكس الفساد ورغبة التملك.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير