بقلم روبير شعيب
كالياري، الاثنين 8 سبتمبر 2008 (Zenit.org). – التقى الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في معرض زيارته إلى جزيرة سردينيا البارحة الأحد بالكهنة والإكليريكيين وأعضاء كلية كالياري الحبرية في كاتدرائية كالياري.
توجه الأب الأقدس في المقام الأول بكلمة إلى المربين والمعلمين في الإكليريكية لافتًا إلى أنهم مدعوون إلى القيام بدور لا يمكن الاستعاضة عنه بأي بديل، لأنه خلال هذه السنوات بالذات التي تتم فيها تنشئة الإكليريكي توضع أسس الخدمة المستقبلية التي سيقوم بها ككاهن.
الإكليريكية: مدرسة إيمان وصلاة
وذكر البابا بأنه لطالما شدد على ضرورة هداية الإكليريكي إلى “خبرة شخصية لله من خلال الصلاة اليومية الفردية والجماعية، وخصوصًا من خلال الافخارستيا، التي يتم الاحتفال بها واختبارها كمحور كل الوجود الشخصي”.
واستشهد بما قاله يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس “أعطيكم رعاة” حيث قال: “التنشئة الفكرية اللاهوتية والحياة الروحية، وبوجه خاص الصلاة، تلتقي وتوطد الواحدة الأخرى”.
وعلق البابا على هذه الكلمات الآنية، مشيرًا إلى أن هذا العمل الصعب يقود الإكليريكيين للتوصل إلى “نظرة متكاملة وموحدة” للحقائق الموحاة وقبولها في خبرة إيمان الكنيسة”. فمن هنا تنبع “الضرورة المزدوجة” المتمثلة بمعرفة “كل” الحقائق المسيحية ومعرفتها بشكل عضوي متكامل، عبر التوصل إلى “خلاصة” هي ثمرة إسهام مختلف المواد اللاهوتية.
وتابع بالقول أن كل ما يقومون به في هذه السنوات يجب أن يكون “تواصلًا مع محبة الراعي الصالح” لأنه يترتب عليهم أن يكونوا خدامه وشهوده في الغد، ولذا إلى جانب الدرس والحياة الرسولية، لا يجب أن ينسى الإكليريكيون أولية البحث الدائم والأمين عن “الشركة الحميمية مع المسيح. فهذا هو السر الحقيقي لنجاحكم الرسولي”.
الكاهن: علامة يسوع
وبحديثه إلى الكهنة، دعاهم الأب الأقدس إلى عدم الخوف أو التردد أمام المصاعب، “فالقمح والزؤان سينميان معًا حتى نهاية العالم (راجع مت 13، 30)”.
“من الضرورة أن نكون حبوب قمح جيدة، تقع في الأرض وتعطي ثمرًا”.
ودعاهم إلى التعمق بهويتهم الكهنوتية: “الكاهن هو للكنيسة وفي الكنيسة، علامة متواضعة وحقيقية للكاهن الأوحد والأبدي: يسوع”. ويجب على الكاهن أن يعلن كلمة يسوع “بسلطان”، ويجدد ما قام به يسوع بمبادرات غفران، ممارسًا اهتمامه المحب بخدمة القطيع، في الشركة مع الرعاة والطاعة لتعليم السلطة الكنسية.