باريس، السبت 13 سبتمبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي وجهها البابا بندكتس السادس عشر في مقر السفارة البابوية في باريس للممثلين عن الجماعة اليهودية.
* * *
أيها الأصدقاء الأعزاء،
يسعدني أن التقي بكم اليوم. إنها مناسبة سعيدة أن يكون لقاؤنا عشية “السبت”، اليوم الذي له أهمية كبيرة في حياة الشعب الإسرائيلي الثقافية والروحية. كل يهودي صدّيق يقدس “السبت” من خلال قراءته للكتب المقدسة وترداده للمزامير. أيها الأصدقاء الأعزاء، كما تعلمون، إن صلاة يسوع ايضاً كانت تتغذى من المزامير. فقد زار الهيكل بانتظام، وتكلم هناك يوم السبت.
أراد ان يظهر عناية الله بالإنسان، متحدثاً أيضاً عن تنظيم الوقت. ألا يقول التلمود (85): “لقد أعطي السبت لكم، ولكن أنت لم تعطوا للسبت”؟ لقد سأل المسيح شعب العهد أن يعترفوا دائماً بعظمة محبة الخالق للبشر. أيها الأصدقاء الأعزاء، بغض النظر عن الأسباب التي تجمع بيننا والأسباب التي تفرق بيننا، علينا أن نعزز ربط الأخوة. إن ربط الأخوة – كما نعلم – هي دعوة مستمرة للتعرف على بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض.
بطبيعتها، الكنيسة الكاثوليكية تشعر بأنها مدعوة لتحترم العهد الذي أقامه الله مع إبراهيم، إسحق ويعقوب. وهي تضع ذاتها في العهد الأزلي مع الله الذي لا يخل بتصميمه ويحترم أبناء الوعد، أبناء العهد، كإخوة لها في الإيمان. وهي تردد بقوة، الكلمات التي رددها سلفي الموقر بيوس الحادي عشر: “روحياً، نحن ساميون” (كلمته الى الحجاج البلجيكيين، 6 سبتمبر 1938).
إن الكنيسة بالتالي، ترفض كل انواع معاداة السامية، التي ليس لها أية ركيزة لاهوتية. اللاهوتي هنري دو لوباك فهم – في “حقبة مظلمة” كما أسماها البابا بيوس الثاني عشر- بأن معاداة السامية تعني أيضاً معاداة المسيحية (راجع جبهة دينية جديدة، 1942 في: “إسرائيل والإيمان المسيحي” ص. 136).
مرة أخرى أود أن أحيي ذكرى جميع الذي ماتوا ظلماً وجميع الذين عملوا على أن تبقى أسماء الضحايا خالدة. الله لا ينسى!
في مناسبة كهذه، لا يمكننا إلا أن نشيد بالدور الذي لعبه يهود فرنسا من أجل رقي البلاد، وإسهاهم أيضاً في تراث فرنسا الروحي. لقد قدموا – ولا يزالوا يقدمون – شخصيات عظيمة في عالم السياسة والثقافة والفن. أقدم لكل واحد منهم احترامي، وأسأل لعائلاتكم وجماعاتكم بركة سيد الأزمنة والتاريخ، “شابات شالوم”.
ترجمة طوني عساف – وكالة زينيت العالمية