رسالة لورد الأساسية بحسب بندكتس السادس عشر

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

لورد، الأحد 14 سبتمبر 2008 (Zenit.org). – تأمل الأب الأقدس في عظته في لورد اليوم برسالة لورد الأساسية. وذكر بأن برناديت كانت فتاة فقيرة ضعيفة صحيًا، لا سلطان لها ولا تنشئة علمية وقد اختارتها مريم لكي تنقل رسالة توبة وصلاة وارتداد. وبرناديت تذكرنا بكلمات يسوع: “أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار” (مت 11، 25).

وأضاف: “في مسيرتهم الروحية، يتلقى المسيحيون الدعوة لكي يجعلوا نعمة معموديتهم تأتي بثمر، وتتغذى من الافخارستيا، وتستمد من الصلاة القوة للشهادة وللتعاضد مع كل الإخوة في البشرية. وبالتالي نحن نتلقى تعليمًا حقيقيًا برعاية مريم. فلنسمح لها بأن تعلمنا وتقودنا في السبيل الذي يقود إلى ملكوت ابنها!”.

وفي كلماتها إلى برناديت تكشف “السيدة الجميلة”، كما كانت تتحدث عنها برناديت اسمها: “أنا الحبل بلا دنس”. وشرح البابا أن مريم بهذا الاسم تكشف النعمة الفائقة التي أسبغها الله عليها، إذ حُبل بها بلا دنس، لأنه “انحنى صوب أمته الوضيعة” (راجع لو 1، 48). “مريم – تابع الأب الأقدس –  هي تلك المرأة ابنه أرضنا التي استسلمت بالكلية إلى الله وقبلت منه امتياز أن تهب الحياة البشرية إلى ابنه الأزلي. “هاءنذا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك” (لو 1، 38). مريم هي الجمال المتجلي، صور البشرية الجديدة”.

وتابع: “وإذ تقدم ذاتها بهذا الشكل في اعتماد كلي على الله، تعبر مريم بالواقع عن موقع حرية كاملة، ترتكز على الاعتراف الكامل بكرامتها الحقة. هذا الامتياز يخصنا نحن أيضًا، لأنها يكشف لنا كرامتنا كرجال ونساء، بالطبع موسومين بالخطيئة، ولكن مخلصين بالرجاء، رجاء يسمح لنا أن نواجه حياتنا اليومية. هذا هو النهج الذي تفتحه مريم للإنسان. التسليم بالكلية لله، يعني إيجاد سبيل الحرية الحقة. لأنه عبر الرجوع إلى الله، يضحي الإنسان ذاته. ويجد دعوته الأصلية كشخص مخلوق على صورة الله ومثاله”.

وأشار بندكتس السادس عشر أن الدعوة الأولى لمزار لورد هي أن يكون “فسحة لقاء مع الله في الصلاة، ومكان خدمة للإخوة، وبشكل خاص في استقبال المرضى والفقراء وكل المتألمين”.

فمريم تأتي لتذكرنا بأن “الصلاة المكثفة والمتواضعة، الواثقة والثابتة، يجب أن تحتل الموقع الرئيسي في حياتنا المسيحية. لا غنى عن الصلاة إذا ما أردنا تقبل قوة المسيح”.

واستشهد البابا برسالته العامة “الله محبة” حيث كتب: “من يصلي لا يضيع وقته، حتى ولو بدت الحالة طارئة جدًا وبدت وكأنها تدفعنا فقط إلى العمل”، وأضاف: “الاستغراق في النشاطات قد يؤدي إلى فقدان الصلاة لخاصيتها المسيحية وقدرتها الحقيقية. صلاة الوردية، العزيزة جدًا على قلب برناديت وحجاج لورد، تتضمن عمق الرسالة الإنجيلية. تدخلنا هذه الصلاة في تأمل وجه المسيح. في صلاة المتواضعين هذه، نستطيع أن ننال الكثير من النعم”.

وبالحديث إلى الشبيبة قال لهم: “عندما تلقت مريم زيارة الملاك، كانت صبية في الناصرة تعيش الحياة البسيطة والشجاعة التي تعيشها نساء ضيعتها. وإذا ما نظر إليها الله بشكل خاص، ووثق بها، فمريم تستطيع أن تقول لكم أيضًا أن ما من أحد منكم لا يهم الله”.

وخلص إلى القول: “يلقي الله نظرة محبة على كل منكم ويدعوكم إلى حياة سعيدة ملؤها المعنى. لا تسمحوا للمصاعب أن ترخي عزيمتكم! لقد اضطربت مريم لبشرى الملاك الآتي ليقول لها بأنها ستصبح أم المخلص. كانت تشعر بمدى ضعفها أمام الله الكلي القدرة. ومع ذلك، قالت نعم دون تردد. وبفضل قبولها، دخل الخلاص العالم، وحول بهذا الشكل تاريخ البشرية”، “بدوركم، أيها الشباب الأعزاء، لا تخافوا أن تقولوا نعم إلى نداءات الرب، عندما يدعوكم للمسير في إثر خطاه. تجاوبوا بسخاء مع نداء الرب! هو وحده يستطيع أن يملأ رغبات قلبكم العميقة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير