الثامن عشر من سبتمبر
روما، الخميس 18 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن عشر من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
ثقة إبراهيم
انظروا إلى بدء تاريخ الإيمان، فإبراهيم لا يضحّي بنهاية المطاف بشيء أعده هو، بل يقدم الكبش (الحمل) الذي قدمه له الله نفسه. وبالتالي، عبر ذبيحة ابراهيم المميزة، ينفتح نطاق لآلاف السنين التالية؛ هذا الحمل في العليق الذي يهبه إياه الله لكي يقدمه، هو أول إعلان عن الحمل، يسوع المسيح، الذي يلبس تاج الأشواك، والذي أتى إلى عليقة تاريخ العالم لكي يهبنا شيئًا يمكننا أن نهبه… حتى وبينما كان إبراهيم في طريقه، ولم يكن يعرف شيئًا عن سر الكبش، فقد استطاع أن يقول لاسحق، وقلبه مفعم ثقة: الله سيعتني بنا. لأنه كان يعرف هذا الإله، ولذلك، حتى في ظلام ليل عدم الفهم عرف أنه إله محب؛ وعليه، حتى في ذلك الحين، عندما رأى أنه لا يستطيع أن يفهم شيئًا، تمكن من وضع ثقته به وعرف أن ذلك الذي كان يبدو وكأنه يغمه، كان بالحقيقة يحبه في تلك اللحظة بالذات. فقط عبر السير قدمًا بطريقة انفتح بها قلبه ودخل في غمر الثقة، وفي ظلمة ليل الإله الذي لا يُدرك، تجرأ أن يبقى برفقته، فقط عندها صار قادرًا أن يتقبل الكبش، وأن يفهم الإله الذي يعطينا لكي نتمكن أن نعطي… بقدر ما نثق به في ظلام ليله الذي لا يدرك، بقدر ذلك سنعي أن هذا الإله الذي يبدو وكأنه يعذبنا، هو بالحقيقة الإله الذي يحبنا، والإله الذي يمكننا أن نثق به دون تردد… الله يعطينا لكي نتمكن أن نعطي. هذا هو جوهر ذبيحة الافخارستيا، ذبيحة يسوع المسيح.