حاضرة الفاتيكان، 19 سبتمبر 2008(Zenit.org) – إن كلمة بندكتس السادس عشر في فرنسا الموجهة إلى عالم الثقافة، كانت مفاجئة ومرحب بها، بخاصة لدى المستمعين المسلمين، كما يقول أمين سر الدولة.
وقد تحدث الكاردينال ترشيزيو برتوني إلى الأوسيرفاتوري رومانو عن الكلمة التي ألقيت مساء الجمعة الماضي في معهد الإخوة البرنارديين في باريس.
“لقد كانت الكلمة محاضرة متفوقة، وناجحة دعانا فيها البابا إلى وضع أنفسنا أمام الكلمة بإصغاء، لا بل أيضاً بموقف توقير، ونية جعل أنفسنا تتحول بهذه الكلمة، لنتمكن من العمل بحسبها”، كما قال الكاردينال برتوني. “إذاً، هناك عمل الله، وعمل الإنسان”.
وتابع الكاردينال: “لربما كانت هناك بعض الدهشة لأن الجميع كان ربما متوقعاً أن يتحدث البابا عن الإيمان، والثقافة، والعقل، أو ربما عن السياسة”.
“لقد ذهب الأب الأقدس إلى أبعد من ذلك”، كما قال الكاردينال برتوني. “وفيما كنت أراقب الحضور، كان لدي انطباع فصل واضح بين هؤلاء الذين استمعوا بحماسة، والآخرين الذين استمعوا بالتعبير النموذجي للأشخاص غير المستعدين والمرتبكين”.
فترة ما بعد ريغينسبرغ
شمل الحضور في باريس وفداً من المسلمين الفرنسيين – يوجد حوالي 5 ملايين مسلم في فرنسا، ويشكلون نسبة تتراوح بين 5% و10% من سكانها.
لربما كان هناك اهتمام متزايد في ردة فعل المسلمين على كلمة الحبر الأعظم منذ سنتين تماماً، كلمة أخرى إلى أهل الفكر – في جامعة ريغينسبرغ في ألمانيا – أثارت ردة فعل المسلمين العنيفة أحياناً والتي ما تزال نتائجها (الإيجابية والسلبية منها) واضحة إلى يومنا هذا.
وأعلن الكردينال برتوني أن المستمعين المسلمين أصغوا إلى كلمة الجمعة باهتمام.
كما قال أمين سر الدولة: “لقد تحدث البابا عن الكلمة، والكتاب المقدس، عن كتاب المسيحيين الذي بكل تأكيد ليس كتاب المسلمين. ولكنني أعتقد أن الممثلين عن الجماعة المسلمة أصغوا بكثير من الاهتمام.
“لاحظت مثلاً أنهم شاركوا بانفتاح دعوة البابا للبحث عن الله. في هذه النقطة، هم لا يفكرون بطريقة مختلفة عنا، بل يمكن الاعتبار بأنها نقطة اتصال فعلية بيننا”.
“بعد ذلك، يمكنني القول بأنني رأيت تعابير انسجام ، عند نهاية اللقاء الذي جمع البابا بكل منهم، فتحدث معهم، مرحباً بهم”.
وأكد الكاردينال على أنهم كانوا في غاية الفرح واللطافة مع البابا، لذلك اعتبر بأنهم شعروا بالرضى”.نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط