هذا السلام، الذي بشر به السيد المسيح نراه، في هذه الأيام يتقلص ، في مختلف البلدان، لما نشهده من تهديدات تتبادلها بعض الدول والجماعات، وهذا ليس بمؤشر خير وعافية. واذا التفتنا الى منطقتنا نرى أيضا مشاهد لا تشجع على نشر السلام، وهناك دول يهدد بعضها بعضا بأسلحة متطورة تتسبب بابادة جماعية. وهذا ما يشيع الخوف في النفوس. وعلى وجه التحديد، اذا حصرنا النظر في ما يجري حولنا وعندنا، فان المشهد ليس بمشجع. فهناك أحداث مؤلمة تجري في مختلف مناطق لبنان، تارة في الوسط، وحينا في الشمال، وحينا في الجنوب، وكلها تنبئ بما يعمرالنفوس من حقد وعداوات تتمثل في غالب الأحيان بجرائم قتل منكرة يتمت أطفالا أبرياء، وأيمت زوجات وحرمت عائلات كثيرة من معيلها. وهذا ما يجب ألا يكون
.
هناك من يعملون ما بوسعهم، بحجة محاربة الفساد، على التشكيك بصدقية بعض المراجع. فيطلقون الاتهامات جزافا، وينشرون الأضاليل والأكاذيب عن سابق تصميم وتعمد، ادعاء منهم أنهم يحاربون الفساد. وهذا افتراء لا أساس له من الصحة. لا بل هذا هو الفساد بعينه.
وانا نشكر الأمم المتحدة لأنها تسعى الى نشر السلام في العالم، بما تحذر منه من تجاوزات، وتطلقه من مشاريع انسانية، وتقوم به من مبادرات تؤول الى توطيد السلام العالمي.
وانا نبارك المساعي التي تقوم بها بعض الجهات اللبنانية، وفي مقدمها الرابطة المارونية التي تسعى الى إحلال السلام بين الفئات المتناحرة ضمن الطائفة المارونية، ومتى ساد السلام مختلف الفئات، توطد في لبنان في أجمعه. وهذا ما نصلي من أجله، ونسأل جميع المؤمنين أن يصلوا معنا على هذه النية، نية انتشار السلام في القلوب، ليتجسد أعمالا انسانية على الأرض، وبين الناس، ويبدد ما يساورهم من قلق. وبعد فالحقيقة لا بد من ان تظهر مشعة كالشمس ، مهما حاول المحاولون تغطيتها بالأكاذيب والأراجيف.
وقى الله لبنان شر الكذبة والكذابين. والمسيح ما أتى العالم الا ليخدم، وليس ليخدم، ومن أراد أن يتبع المسيح بات لزاما عليه أن يكون على مثاله، فيكرس ذاته لخدمة الناس، وليس عليه أن يسعى لوضع الناس في خدمته”.