الثاني والعشرون من سبتمبر
روما، الاثنين 22 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني والعشرين من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
مفتونون بجمال الله
نتأمل في الافخارستيا سر الخُلاصة الحية للشريعة: يهب لنا المسيح في ذاته كمال حب الله وحب إخوتنا وأخواتنا. يشركنا بحبه من خلال تغذينا بجسده ودمه. بهذا الشكل، تصل كلمات القديس بولس إلى أهل تسالونيكي إلى كمالها فينا: “لقد اهتَدَيتُم إِلى الله وتَرَكتُمُ الأَوثانَ لِتَعمَلوا للهِ الحقِّ الحَيّ” (1 تسا 1، 9). هذا الاهتداء هو بدء مسيرة القداسة التي يتلقى المسيحي الدعوة لتحقيقها في حياته. القديس هو ذلك الشخص الذي يخلبه جمال الله وكمال حقيقته فيتحول تدريجيًا من خلالها. بفضل هذا الجمال وهذه الحقيقة، يتخلى عن كل شيء، وحتى عن ذاته. حسبه حب الله الذي يختبره في خدمة متجردة ومتواضعة للقريب، وخصوصًا نحو أولئك الذين لا يستطيعون أن يعاملوه بالمثل. مثل تلميذي عماوس، اللذين اتقد قلباهما لدى سماعهما كلمات القائم من الموت، واستنارا بحضوره الحي الذي تعرفا عليه عند كسر الخبز، فأسرعا وعادا أدراجهما إلى أورشليم وصارا مرسلي قيامة يسوع، كذلك نحن أيضًا، يتوجب علينا أن نعاود المسير يحدونا الشوق الحارق إلى الشهادة لسر هذا الحب الذي يمنح الرجاء للعالم.