روما، الأربعاء 24 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع والعشرين من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
قدرة الإنسان على قبول الله
يملك الإنسان في داخله نسمة الله. يستطيع الإنسان أن يقيم علاقة مع الله؛ وأن يذهب ما وراء الخليقة المادية. إنه فريد. يقف في حضرة الله ومسيرته تتوجه إلى الله. هناك حقًا ولادة جديدة في داخله، العنصر الإلهي الذي أُدخِل في الخليقة. إنه لأمر بالغ الأهمية أن نفهم هذه الخليقة الجديدة التي يبدعها الله لكي نتوصل إلى وعي فرادة وقيمة الإنسان، وبالتالي، ركيزة كل حقوق الإنسان. هذا الأمر يملأ الإنسان بالوقار نحو ذاته ونحو الآخرين. نَفَس الله هو في داخله، ويرى أنه ليس مجرد مزيج من المركبات البيولوجية، بل هو فكرة شخصانية صدرت عن الله… لقد خُلق الإنسان وبه حاجة إلى الآخرين، لكي يذهب أبعد من محدوديته. فهو بحاجة إلى ما يكمله. لم يخلق الإنسان ليكون وحيدًا – فهذا ليس خيرًا بالنسبة له – بل خلق لكي يتجه نحو آخر. يجب أن يفتش عن ذاته في الآخر وأن يجد نفسه فيه. في نص من سفر التكوين نجد إعلانًا نبويًا يشير إلى أنه على الإنسان أن يترك أباه وأمه فيضحي جسدًا واحدًا مع امرأته. سيكونان جسدًا واحدًا سوية، كائنًا بشريًا متحدًا. تتضمن هذه النبوءة كل دراما حاجة الجنسين أحدهما إلى الآخر، وتوجههما الواحد تجاه الآخر. إضافة إلى ذلك، يقال أنهما وُجدا لكي يهبا أحدهما ذاته إلى الآخر ولكي يقدما، من خلال ذلك، هبة حياة جديدة، ولكي يكرسا أخيرًا نفسيهما لهذه الحياة الجديدة. بهذا المعنى نحن بصدد سر الزواج، وبشكل مبدأي يظهر أمامنا واقع العائلة.