لنتأمل مع بندكتس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الثامن والعشرون من سبتمبر

روما، الاثنين 29 سبتمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن والعشرين من سبتمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

الحب كخبرة ألم

ينتمي الرجل والمرأة أحدهما للآخر. ويتمتع كل منهما بمواهبه الخاصة التي يجب عليه أن ينميها لكي يحقق ملء معنى الإنسانية ويجعلها تأتي بثمرها. جميعنا نعلم أن هذا التنوع في الوحدة يتضمن التوتر وقد يؤدي إلى محاولات للإنفصال. فالحال كذلك في كل صداقة. بقدر ما نتقارب، بقدر ذلك يضحي أسهل أن أصطدم بالآخر. يتقدم الحب نحوي بمتطلبات من الصعب أن أبقى كما أنا بصددها. في الحب لا يمكنني أن أبقى ذاتي وحسب، بل يجب أن أخسر ذاتي وأن أقبل بإزالة أطرافي الحادة، وأن أتألم. وهذا الأمر بنظري هو الذي يشكل عظمة الحب وجزءًا من قدرته الشافية، أي أنه قادر أن يؤلمني فيكشف أكثر فأكثر عن قدراتي. ولهذا لا يجب أن نفكر بالحب فقط كحب رومنطيقي، وكأن السموات تنزل على الأرض لأجل المحبين عندما يلتقيان أحدهما بالآخر، ويعيشان سعيدين إلى الأبد. يجب أن نفكر بأن الحب هو خبرة ألم. فقط إذا ما كنا على استعداد أن نتحمله كألم، وبالتالي أن يقبل أحدنا الآخر فنأخذ الآخر إلى عمق ذواتنا، فقط عندها من الممكن أن تنمو علاقة تدوم مدى الحياة. أما إذا قلنا بالمقابل، عندما تأتي الأوقات الحرجة، أود أن أتحاشى هذا الأمر، أريد أن أنفصل، فما نتخلى عنه هو الفرصة الحقة الموجودة في الرجل والمرأة اللذين يلتفتان أحدهما إلى الآخر في واقع الحب.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير