* * *

أيها الحجاج، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

كل يوم، تقدم لنا صلاة التبشير الملائكي إمكانية التفكير للحظات، وسط نشاطاتنا، بسر تجسد ابن الله. عند الظهر، عندم نبدأ نشعر بالتعب، نتجدد من خلال التأمل بنعم مريم. هذا النعم الصافي يتجذر  في سر حرية مريم، حرية كاملة أمام الله، متحررة من كل خطيئة، بفضل نعمة الحبل بلا دنس.

هذا الامتياز الذي أعطي لمريم، والذي يميزها عنا، لا يبعدها، وإنما على العكس، يقربها منا. فبينما الخطيئة تقسم وتبعدنا الواحد عن الآخر ، أما نقاوة مريم فتجعلها قريبة من قلوبنا، تسهر على كل واحد منا وتريد الخير لنا. أبسط مثال على ذلك لورد، وكل المعابد المريمية. جموع كثيرة تلجأ الى مريم وتطلعها على ما قلبها.

وما لا يمكن لكثيرين أن يقولوه لأقرب المقربين إليهم، يقولونه للكلية الطهارة، ولقلبها الطاهر: ببساطة، وفي الحق. أمام مريم، وأما نقاوتها، لا يتردد الإنسان في إظهار ضعفه، وفي تسليمها تساؤلاته وشكوكه، وفي التعبير عن آماله ورغباته الخفية. إن محبة العذراء مريم تجرد كل نوع من التكبر. تجعل الإنسان قادراً على النظر الى نفسه كما هو، ويرغب في الارتداد ليمجد الله.

مريم ترينا السبيل الحقيقي للمضي قدماً نحو الرب. تعلمنا أن نتقرب منه في الحقيقة والبساطة. بفضلها نكتشف بأن الإيمان المسيحي ليس عبئاً، وإنما كأجنحة تساعدنا على التحليق عالياً لنلتجىء بين ذراعي الرب.

حياة وإيمان الشعب المؤمن يظهران بأن امتياز البريئة من الدنس الذي خص الله به مريم ليس نعمة شخصية، بل هو نعمة للجميع، نعمة لشعب الله بكامله. في مريم تتأمل الكنيسة بدعوتها. بمريم يستطيع كل مؤمن أن يتأمل بملء دعوته.

فليبقى كل واحد منا في حالة النعمة بفضل ما أظهره الله في تصميمه الخلاصي من خلال سر مريم. سر يخصنا جميعاً، لأنه من على الصليب، الذي نحتفل به اليوم، يسوع نفسه قال بأن مريم هي أمنا.

كأبناء وبنات مريم، يمكننا أن نستفيد من النعم التي حصلت عليها، وننعم بفخر وامتياز الحبل بلا دنس، نحن أولادها.

هنا، بالقرب من المغارة، وباتحاد مع جميع الحجاج الحاضرين في المعابد المريمية وجميع مرضى الجسد والروح الذين يبحثون عن الراحة، نسبح الله لأجل حضور مريم وسط شعبه، ولها نصلي: "يا قديسة مريم، أنت التي ظهرت منذ خمسين عاماً للشابة برناديت، أنت حقاً ينبوع الرجاء الحي."

أيها الحجاج القادمين من كل صوب، نأتي من جديد لنلتمس الإيمان والرجاء، الفرح والمحبة من ينبوع قلب العذراء. أظهري ذاتك يا أم الجميع، مريم! واعطنا المسيح، رجاء العالم، آمين.

حدث تاريخي: أساقفة من كل كنائس العالم في لقاء مسكوني في لبنان

انطلياس، لبنان، الجمعة 12 سيتمبر 2008 (ZENIT.org). ننشر في ما يلي البيا ن الذي صدر عن اللجنة المحلية للأساقفة اصدقاء الوكولاري في لبنان بخصوص لقاء اساقفة من كل كنائس العالم في لقاء مسكوني في لبنان :

يستعد لبنان لإستقبال اللقاء المسكوني الدولي السابع والعشرين للأساقفة أصدقاء حركة الفوكولاري القادمينَ من كُلِّ أنحاءِ العالم (أستراليا، الهند، البرازيل، الولايات المتحدة، الشرق الأوسط…) ومن الكنائس المختلفة (الأرثوذوكسية، الكاثوليكية، اللوثرية، الأنكليكانية..)

سيجتمع الأساقفة في بيت سيدة الجبل- فتقا، كسروان، من 16 إلى 23 أيلول 2008، في لقاء خاص فريد من نوعه.

مُعْظَمُنا يعرف، اليومَ، مثالَ الوحدة والأخوّة الذي بشّرت به كيارا لوبيك، مؤسسة حركة الفوكولاري. وقد اعترف العالمُ بفضلِها واعتبرِها رؤيوية الأزمنة الحديثة، لأنَّها عرفت، كما الأم تريزا، أن تفتح دروبَ رجاء جديدة للإنسانية. وخير دليل على ذلك ما حظيت به غداة وفاتها في 14 آذار الماضي من تكريم عالمي أضفت عليهِ عنايةُ البابا بندكتس السادس عشر والبطريرك المسكوني برتلماوس والمسؤولين الدينيين الرئيسيين من مسلمين وبوذيين وهندوس وسياسيين عالميين من كافة الاتجاهات هالةً لم نشهد مثلها في هذا القرن.

منذ ما يقارب الثلاثين عامًا، قرَّرَ أساقفة كثر، من أصدقاء حركة الفوكولاري المنتمين  الى كنائس مختلفة، أن يحملوا رسالة الوحدة والأخوّة هذه، وسيلة مميّزة لحل الخلافات بين الناس والشعوب ولإعطاء الإنسانية الوجه المتناسق الذي من أجله خلقها الله.

وفي كل سنة، يختار هؤلاء الأساقفة بلدا يحملون إليه رسالتهم ويحاولون الإطلاع على حاله وفهم التحديات التي تعيشها مختلف الشعوب والكنائس، كل في إطاره الثقافي.

وهكذا، يأتي الأساقفة من أنحاء العالم الى بلدنا ليتعرّفوا من الداخل على لبنان الرسالة الذي طالما سمعوا عنه، وليشاركونا روحَ الرجاءِ والوحدة.

يتضمَّنُ برنامجهم حلقات مشاركة وتأمّل وشهادات من أساقفة لبنانيين وعلمانيين ملتزمين، بالإضاقة الى زيارات الى البطاركة المشرقيين ومسؤولين دينيين مسلمين. كما أنهم سيقومون بزيارة قصيرة الى دمشق على خطى بولس الرسول، حيث سيلتقون البطاركة المقيمين هناك.

والجدير بالذكر أن هذه الزيارة الى لبنان لا تحمل أي طابع بروتوكولي، ولا توجهها أية أفكار مسبقة؛ فالأساقفة اعتادوا، كل سنةٍ، أن يجددوا فيما بينهم ما يسمونه “عهد الوحدة”، فيتعهد كل أسقفٍ لأخيهِ بأن يكون مستعدا لبذل حياته من أجلِِهِ، وبأن يحبَّ كُلَّ كنيسةٍ، كما يحب كنيسته الخاصة.

وعلى مثالِ الجماعات المسيحية الأوائل، فإن هذه الرؤية الجديدة تحمل أملاً كبيرا بوحدة المسيحيين وتعزِّزُ الصداقة بين الشعوب. وقد أعطت التجارب التي تَمَّت في براغ وبوخارست واسطنبول وغيرها ثمارًا كثيرة وكثيرة جدا. واملنا كبير في أن يستقبل لبنان، بضيافته المعهودة، هذه البادرَةَ الفريدة بما تستحق من حفاوةٍ.

سيزور الأساقفة البطريركية المارونية في بكركي، مقام سيدة لبنان ودير الآباء البولسيين في حريصا، بطريركية الأرمن الكاثوليك في بزمار، دير الحرف للروم الأرثوذوكس، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذوكس في بكفيا،  المجلس الأعلى للكنائس الإنجيلية في النقاش، مقام السيدة العذراء في مغدوشة، صور على خطى القديس بولس، وطبعا مختلف المسؤولين الروحيين المسلمين في بيروت.

وقد أعرب المسؤولون الروحيون، من مسيحيين ومسلمين، عن فرحهم الكبير بهذا اللقاء الفريد وهم ينتظرون، بشوقٍ، هذه الزيارة.

لمزيد من المعلومات الرجاء الإتصال بأحد الأساقفة الثلاثة أو بالدكتور سمير نجم على أحد الرقمين :  03- 311177 أو  09 – 210332