التاسع من أكتوبر
روما، الحميس 9 أكتوبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
تحدي الرسالة
يستطيع الإيمان المسيحي، الذي يحمل في داخله تراث الأديان العظيم والذي يفتح هذا التراث على اللوغوس، أي العقل الحق، أن يقدم للأديان ركيزة جديدة في البعد الأعمق، ويستطيع في الوقت عينه أن يقدم خلاصة حقيقية ممكنة بين العقلانية التقنية والدين، وهو أمر يمكن أن يحدث، لا عبر اللجوء إلى اللاعقلاني، بل عبر انفتاح العقل على سموه وسعته الحقة. تكمن هنا مهمة اللحظة التاريخية الراهنة. من دون شك، يجب على الرسالة المسيحية أن تفهم الأديان الأخرى بعمق وتقبلها بعمق لم تتوصل إليه حتى الآن، ولكن يجب على هذه الأديان، من ناحية أخرى – إذا ما أرادت الحفاظ على أفضل عناصرها – أن تعترف بطابعها الانتظاري، وبالطريقة التي تشير بها إلى المسيح. إذا ما قمنا بهذا المعنى ببحث عن آثار مسيرة نحو حقيقة مشتركة، سيظهر أمر غير متوقع: هناك أمور مشتركة أكثر بين المسيحية والثقافات القديمة منه بينها وبين العالم النسبوي وعالم العقلانية… لأن معرفة أن الإنسان يجب أن يرجع ويلتفت إلى الله، إلى ما هو أبدي، هي أمر يقع على تقاطع طرق الثقافات؛ معرفة الخطيئة، والتوبة، والغفران؛ المعرفة المتعلقة بالشركة مع الله وبالحياة الأبدية؛ وأخيرًا معرفة القواعد الأساسية للأخلاقيات، كما نلاقيها في الوصايا العشر.