النقاط الأساسية في رسالة البابا العامة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بحسب رئيس المجلس الحبري “عدالة وسلام”

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الثلاثاء 7 يوليو 2009 (Zenit.org). – تدخل رسالة البابا بندكتس السادس عشر الثالثة “المحبة في الحقيقة” في إطار التراث الذي بدأه البابا لاوون الثالث عشر مع رسالته العامة “الشؤون الحديثة” (Rerum novarum)، وتأتي بعد 18 سنة من رسالة البابا يوحنا بولس الثاني “السنة المائة” (Centesimus annus). هذا ما لفت إليه الكاردينال ريناتو رافايلي مارتينو خلال تقديم رسالة البابا خلال المؤتمر الصحفي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في الفاتيكان، اليوم الثلاثاء 7 يوليو 2009.

 

العوامل الكامنة وراء الرسالة العامة

وأوضح رئيس المجلس الحبري “عدالة وسلام” أن هناك أربعة دوافع هامة وتغييرات يجب أن ننتبه لها في نظرتنا إلى الفترة الزمنية الراهنة:

أولا: الإيديولوجيات السياسية التي كانت سائدة في الفترة التي سبقت عام 1989 قد أفسحت المجال لإيديولوجية جديدة ذات طابع تقني.

 ثانيًا: ظاهرة العولمة التي أدت من ناحية إلى زوال المجموعات الكبرى المتعادية، ومن ناحية أخرى ظهور شبكة المواصلات المرئية والمعلوماتية العالمية.

ثالثًا: الدين. فالعديد من المراقبين يلاحظون أن الدين عاد ليحتل مركز اهتمام الكثيرين في السنوات العشرين الماضية. ولكن هذه الظاهرة ترافقها ظاهرة مخالفة، وهي ظاهرة العلمانية المناضلة، والتطرفة أحيانًا، والتي تسعى بكل جهدها أن تمحي جميع آثار الدين من الحياة العامة.

رابعًا: خروج بعض الدول من حالة التأخر الذي بدأ يغير خريطة التوازن الجيوسياسية. هذا إلى جانب الدور المتغير الذي تلعبه المؤسسات العالمية، والمشاكل الحديثة المرتبطة بمصادر الطاقة، والتي تحمل إلى أشكال جديدة من الاستعمار ومن الاستغلال.

هذه العوامل الأربعة هي كافية لكي يقوم الأب الأقدس بتوجيه رسالة عامة للتعبير عن فكر الكنيسة في هذا المجال. إلا أن البابا بندكتس السادس عشر – بحسب ما أشار الكاردينال مارتينو – أراد أن يقدم هذه الرسالة أيضًا كاحتفال  بالذكرى الأربعين لرسالة البابا بولس السادس “تطور الشعوب” (Populorum progressio).

وأوضح رئيس المجلس الحبري “عدالة وسلام” أن موضوع الرسالة العامة (Caritas in veritate) يختلف قليلاً عن موضوع رسالة بولس السادس الشهيرة، لأن هذه الأخيرة تتطرق إلى موضوع “تطور الشعوب”، بينما يركز بندكتس السادس عشر في رسالته الجديدة على موضوع “النمو البشري المتكامل”. ولذا “يمكننا أن نقول أنه يتم توسيع أبعاد تطور الشعوب، بالتماشي مع ديناميتها العميقة”.

ومن ثم شرح مارتينو بأن بندكتس السادس عشر يوسع مبادئ ووجهات ثلاث موجودة في رسالة بولس السادس:

الوجهة الأولى تتمثل بفكرة أن “العالم يتألم بسبب النقص في التفكير”. وتعالج الرسالة العامة مسألة “حقيقة التطور” مشددة على ضرورة التعاون بين فروع المعرفة والمؤهلات في سبيل خدمة التطور البشري.

الوجهة الثانية هي فكرة أن “الأنسية الحقة لا توجد بمعزل عن الانفتاح على المطلق”، وبهذا الشكل تسير الرسالة العامة في سبيل “أنسية متاكلمة حقًا”.

الوجهة الثالثة تعتبر أن “نقص التطور هو نتيجة نقص الأخوة”.

وبالحديث عن تطرق الرسالة إلى موضوع الأزمة الاقتصادية، قال مارتينو: “لقد أبدت وسائل الإعلام اهتمامًا خاصًا بما تريد الرسالة العامة الجديدة أن تقوله بشأن الأزمة الحالية” ولكن “موضوع الرسالة العامة المحوري ليس هذا، إلا أن المحبة في الحقيقة لا تغفل عن هذا الموضوع”. فهي تواجهه لا بنظرة تقنية، بل على ضوء تعليم الكنيسة الاجتماعي، وفي إطار نظرة أكثر شمولية للاقتصاد، لأهدافه، ومسؤولياته.

وختم بالقول: تبين الرسالة أن “ضرورة إعادة النظر بالنموذج الاقتصادي المعروف بالغربي، والتي طالبت بها الرسالة العامة السنة المائة، لم تتم بشكل معمق”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير