بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الجمعة 10 يوليو 2009 (Zenit.org). – الكاردينال نيومان هو ملفان الكنيسة الكاثوليكية ما بعد المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني. هذا هو رأي الباحث يان كير، الذي يعلم اللاهوت في جامعة أكسفورد، وهو مؤلف كتاب: ” John Henry Newman: A Biography”.
ففي مقالة صدرت أمس في الصحيفة الإنكليزية ” The Catholic Herald” تحدث كير عن الدور الذي يلعبه فكر الكاردينال الإنكليزي في التفكير الإكليزيولوجي ما بعد المجمعي. يأتي المقال بالتزامن مع إعلان البابا بندكتس السادس عشر في 3 يوليو الجاري عن اعترافه بشرعية أعجوبة منسوبة للكاردينال نيومان، ستؤدي إلى تقدم في مسيرة تطوبيه القانونية. فمن خلال الاعتراف بالأعجوبة التي نالها شماس أميركي من مرض عضال يتم القبول القانوني بتطويب خادم الله.
وذكر كير بأن البابا اعتبر تطويب نيومان كأمر مهم جدًا في الكنيسة، لأن الكاردينال غالبًا ما لقب بـ “أب المجمع الفاتيكاني الثاني”، لأنه قد استبق بعض موضوعات المجمع قبل أكثر من 100 سنة من عقده.
“ولكن إذا كان نيومان لاهوتيًا مجددًا وجذريًا، فذلك يعود لأنه كان لاهوتيًا تاريخيًا بشكل عميق”.
“فعندما استبق لاهوت المجمع، كان نيومان حذرًا ألا يغالي، وألا يفقد اتزانه”.
“من المعروف، على سبيل المثال، أن نيومان كان رائدًا في مسألة دور العلمانيين في الكنيسة، ولكنه لم يفكر أبدًا بتضارب بين العلمانيين والكنيسة الإكليروسية”.
“وقد وعى، من خلال درسه للآباء اليونان، أن الكنيسة هي في المقام الاول شركة أسرارية”، أي الجماعة الحية المؤلفة من شعب الله التي تحدث عنها المجمع الفاتيكاني في الفصلين الأولين من الدستور حول الكنيسة “نور الأمم”.
ولاحظ كير أن الكاردينال، الذي يعي بعمق مسيرة الأفكار في التاريخ، والذي تأمل بشكل متبحر بتطور العقائد، فهم بوضوح “أن المجامع تسير عبر تصريحات معاكسة… تكمل، وتساند بعضها البعض”.
وقدم مثال العصمة البابوية التي تحدث عنها المجمع الفاتيكاني الأول، مشيرًا إلى أنه كان يجب تكميلها، وقد تحدث نيومان عن هذا الأمر بشكل نبوي، مشيرًا إلى أنه يجب على مجمع آخر أن يقوم بهذا العمل. ولكن بالشكل عينه، يحتاج المجمع الفاتيكاني الثاني لما يكمله ويبدله.
“هذا وقد أوضح نيومان في تعليمه أن المجامع تعلم بفضل ما تقوله وبفضل ما لا تقوله أيضًا”. وبهذا الشكل، علق كير، إن موضوع التبشير الجديد، الذي لم يتحدث عنه المجمع، صار موضوعًا محوريًا في حبرية يوحنا بولس الثاني انطلاقًا من تعليم المجمع بالذات.
وعليه، اعتبر كير أن جون هنري نيومان يستحق أن يدعى، ليس فقط “أب المجمع الفاتيكاني الثاني” بل أيضًا، وبحق، “ملفات الكنيسة ما بعد المجمعية”.