ربط الاضطهاد بالأصولية
مدريد، إسبانيا، الأربعاء 15 يوليو 2009 (Zenit.org) – يقول رئيس أساقفة بغداد بالعراق أن مشكلة العنف في العراق هي ذات خلفية سياسية أكثر مما هي دينية.
هذا ما قاله رئيس الأساقفة يوحنا بنيامين سليمان خلال مؤتمر صحافي عقد صباح الرابع عشر من يوليو في مدريد في مقر كاريتاس في إسبانيا.
اعترف الأسقف أنه وعلى الرغم من الأنباء الأخيرة منها تفجير سبع كنائس خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن هناك ظهور انفراج في أعمال العنف خلال السنة الأخيرة.
وأشار إلى انخفاض عدد ضحايا العنف بنسبة 80%.
مع ذلك، عبر رئيس الأساقفة أيضاً عن مخاوفه من أن تسبب الاعتداءات الأخيرة على الكنائس الكاثوليكية “تحطيم” آمال الشعب في “تراجع العنف”، و”اختيار عدد من المسيحيين الهرب من البلاد”.
قام رئيس الأساقفة سليمان بالسفر إلى إسبانيا مع مدير كاريتاس في العراق، نبيل نيسان، لزيادة الوعي حول التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحية في البلاد.
وجاءت هذه الزيارة في الذكرى السنوية العاشرة لزيارة مماثلة قام بها رئيس الأساقفة السابق للكلدان في بغداد روفائيل بيداويد سنة 1999.
في كلمته إلى الصحافة، اعترف رئيس الأساقفة سليمان بوجود التحدي الخطير المتمثل في “المصالحة الوطنية” الذي يواجه العراق حالياً.
وأشار إلى أن مواجهة هذا التحدي غير ممكنة في حال استمرار الانقسام الاجتماعي والإقليمي الكامن في استنزاف البلاد.
أضاف الأسقف: “في حال تقدم المصالحة، سنتمكن أيضاً من المضي قدماً في حل مشاكلنا”.
الاضطهاد
تحدث أيضاً عن مشكلة الاضطهاد الديني المرتكب ضد الأقليات، الأمر الذي أدى إلى رحيل نصف السكان المسيحيين العراقيين من البلاد.
وأوضح أن المسيحيين يشكلون أقلية تضم نصف مليون مؤمن في 14 كنيسة في البلاد.
وأكد أن وضع المسيحيين في العراق أكثر خطورة في المناطق التي تسيطر فيها الأصولية وقال: “حيثما وجد التطرف، وجد الاضطهاد”.
هذا وفسر كل من الأسقف ومدير كاريتاس أولويات العمل الإنساني الذي تنميه وكالة الإغاثة.
وبحسب تقدير نيسان، فإن البلاد بحاجة إلى 3000 مركز صحي جديد على الأقل لتقديم حد أدنى من التغطية للشعب أجمع.
بعدها، حث رئيس الأساقفة سليمان الحضور على إدراك أن “قضية العراق هي أيضاً قضيتكم، وقضية في جميع أنحاء أوروبا”.
وأضاف: “إن قضية العراق ليست محدودة فقط في هذه البلاد وإنما تشمل منطقة الشرق الأوسط التي تؤثر تبعات العنف فيها على كافة أنحاء أوروبا”.
ختاماً قال الأسقف: “لذلك من الضروري أن ندرك أن بناء السلام في الشرق الأوسط والعراق يستلزم بناء السلام في أوروبا”.