مقابلة مع ممثل رهبان الكرمل الحفاة في الأراضي المقدسة ومصر
روما، الأربعاء 15 يوليو 2009 (Zenit.org) – توجد مدينة في إسرائيل يمتزج فيها التوق إلى السلام والهدوء في الأراضي المقدسة مع الممارسة اليومية “للتعايش الجيد” بين مختلف الديانات.
سواء أكان لأسباب تقليدية أو جغرافية بحتة، فإن مدينة حيفا – التي تضررت بشكل جسيم جراء الصواريخ التي أطلقها حزب الله في يوليو 2006 خلال المعارك التي دارت بين هذا الفريق الشيعي اللبناني وإسرائيل – تعيش دعوة التعايش السلمي بين مختلف الشرائح.
إجابة عن السؤال الذي طرحته عليه وكالة زينيت، يقوم الأب فلافيو كالوي من فيرونا بإيطاليا، وهو الممثل العام لرهبان الكرمل في الأراضي المقدسة ومصر والنائب الرسولي في جبل الكرمل بوصف “التزام رهبان الكرمل بعيش الإنجيل وإعلانه بخاصة في الجليل في منطقة حيفا”.
في حيفا تحديداً، يملك رهبان الكرمل ثلاثة أديرة إضافة إلى مركز للدراسة في القدس، فيما تملك الراهبات ديراً في بيت لحم، وواحداً في كل من حيفا والقدس والناصرة.
يخبرنا الأب كالوي: “هنا بدأ أسلافنا منذ أكثر من 800 سنة عيش أسلوب حياتنا المستوحى من النبي إيليا العظيم والعذراء سلطانة الكرمل التي تمنحنا بردائها (الكتفية) حمايتها الوالدية وتهبنا يسوع مخلصنا”.
“ما عدا دار الدراسة في القدس، يتركز وجودنا في ثلاثة أماكن على جبل الكرمل هي: نجمة البحار (Stella Maris)، الرعية والمحرقة (التضحية)”، حسبما يوضح.
يقع مزار “نجمة البحار” على الشناخ الذي يشرف على خليج حيفا حيث شيد أول دير للرهبانية المعروف.
من خلال موقعه في محيط طبيعي رائع، يجذب المزار العديد من الحجاج المسيحيين واليهود والمسلمين والدروز وأتباع البهائية، الديانة التي أسسها حسين علي والتي يقع مزارها الخاص ذات القبة الذهبية على السفح المؤدي إلى جبل الكرمل. إنهم جميعاً يزورون المكان لتكريم العذراء والنبي إيليا.
إن مبشر الكرمليين نشيط أيضاً على الصعيد التربوي مع مدرسته “المدرسة الكرملية” التي تضم أكثر من 800 تلميذ وتستقبل العديد من المسلمين وليس فقط المسيحيين من مختلف الطوائف.
“هنا تنشأ المسكونية تلقائياً. في هذا المزار، في مدينة حيفا المتسامحة والموقرة، يشعر الجميع بالأمان بغض النظر عن ديانته أو جذوره”، حسبما يقول الأب كالوي.
يضيف: “بالمقابل، تقع رعية القديس يوسف في القسم السفلي من حيفا، إلى جانب المرفأ. إنها الرعية اللاتينية الوحيدة في المدينة. ويؤمها مسيحيون من أصل فلسطيني والعديد من الفليبينيين العاملين في الجليل”.
ويتابع قائلاً: “تذكرنا المحرقة أو التضحية بالعمل العظيم الذي ناله النبي إيليا لإنقاذ الإيمان في إسرائيل. وهي تستقبل العديد من الزوار ومنهم بخاصة الموعوظين الجدد والبروتستانت واليهود والدروز وذلك ربما بسبب منظرها الرائع”.
تكرم هذه الأماكن تكريماً عظيماً لدرجة أن “زياح عذراء الكرمل الذي يحتفل به في الأحد الثالث بعد الفصح هو الأكثر ارتياداً في إسرائيل بعد زياح الشعانين في القدس إذ يشارك فيه عشرات آلاف المؤمنين القادمين من كافة مناطق الأراضي المقدسة”، وفقاً للأب فلافيو كالوي.
“إن المنحوتات الثلاث الموجودة هنا في الحديقة الداخلية لمزار “نجمة البحار” والتي أنجزها سابينو فينتورا ويوميكو تاشيمي تمثل الديانات السماوية الثلاث وتذكرنا أن السلام ينحدر من الأعالي وإنما يبقى في صميم قلوبنا”.