الكلمات الأخيرة للكاهن الذي قتل في كوبا: "أغفر لك"

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يقول الأب إيسيدرو أويوس أن هذا ما اعترف به القاتل

سانتاندر، الخميس 23 يوليو 2009 (Zenit.org) – كشف الأب إيسيدرو أويوس، الكاهن الذي يمارس خدمته في كوبا، وصديق ماريانو أرويو، الكاهن الذي قتل في هذه البلاد، أن الكلمات الأخيرة التي قالها الفقيد كانت “أغفر لك”، بحسب اعتراف القاتل.

هذا ما كشف عنه الأب إيسيدرو أويوس خلال مقابلة مع “Diario Montañés” في سانتاندر بإسبانيا، عاصمة الجماعة المستقلة الإسبانية التي دفن فيها الأب أرويو.

تعرف إيسيدرو أويوس (راينوسيا، 1934) على ماريانو أرويو، المولود في كابيسون دي لاسال، سنة 1970 في مدريد. وذهب معه إلى ممارسة خدمته الكهنوتية في لاهافانا سنة 2001 عند بلوغه سن التقاعد في إسبانيا.

في 13 من الشهر الجاري، عثرت الشرطة الكوبية على جثة الأب ماريانو في منزله بعد تعرضه للطعن والقتل. وقد حصلت هذه الجريمة بعد مرور أربعة أشهر على مقتل كاهن آخر صديق لهما هو إدواردو دي لا فوينتي وذلك في المدينة عينها.

قرر إيسيدرو الذهاب إلى كوبا متأثراً بماريانو أرويو سنة 2000: “أجل، صادف أن ماريانو كان هنا في الصيف وكان قد أمضى سنوات عديدة في لا هافانا. أخبرته بالأمر وبدت له الفكرة جيدة فغادرت. عشنا أربع سنوات معاً، وبعدها تم تعييني في حي ألامار، في لا هافانا”.

هناك، بدأت مهمته في “حي مكتظ نشأ انطلاقاً من ثورة كاسترو، حي يضم أكثر من 100000 نسمة”.

كانت رعيته فريدة من نوعها: ” هي عبارة عن بيت صغير مع فناء، حفنة صغيرة بين المساحات الشاسعة. كانت الاحتفالات تقام أيام الآحاد ويحضرها 300 شخص. صحيح أن العدد ضئيل ولكنه مهم نسبة إلى عدم وجود أي أحد في السابق”.

يعتبر الأب إيسيدرو أنه ليس من الصعب أن تكون كاهناً في لاهافانا: “تلقى معاملة جيدة من الناس. ولم أكن معتاداً على التكريم الذي يلقاه الكاهن هناك. فالكوبيون يكنون كل احترام للمقدسات”.

إنه يوافق على أن عمليتي قتل الكاهنين ليستا متصلتين وأن السرقة كانت هدف العملية الثانية: “كان ماريانو يملك خزانة كبيرة إلا أنه لم يكن يحتفظ فيها بأي شيء ثمين، سوى بإكليل للعذراء ذات قيمة معنوية وليست مادية. كانت قديمة جداً. ولو كانت تحوي على نقود، لما كان ذلك بالكثير. توقف ماريانو عن القيام بأعمال في الرعية لأنه كان يعاني من أوضاع سيئة. ولو كان يملك الأموال من تبرعات، لما كان تركها في المنزل بل في المطرانية. من هنا، لو خيره السارق بين المال أو الحياة، لما كان تردد في إعطائه المال”.

اعترف الموقوفان في مقتل الكاهنين. وقال إيسيدرو: “أجل، وقد كشف قاتل ماريانو أن كلماته الأخيرة كانت “أغفر لك”.

هل هذه طبيعة الأب ماريانو؟ أجاب: “أجل. لقد كان رجلاً متديناً جداً ومتقشفاً”.

وأنت، هل سامحتهم؟ “هناك جملة في الإنجيل تقول: “اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”. من العبث القضاء على حياة من يعتقد فعلاً أنهم لا يدرون ماذا يفعلون”.

لم يتفاجأ بالحشود التي حضرت الجنازة في لاهافانا: “لقد تصورت حصول ذلك. كان ماريانو معروفاً جداً هناك. أعتقد أن ذلك كان أكبر حدث شهدته لاهافانا بعد تظاهرات كاسترو”.

يفكر الكاهن في العودة إلى كوبا في 28 أغسطس المقبل ويؤكد أنه لا يشعر بالخوف: “لا أعتقد أن هذه السلسلة مستمرة. لدي التزام مع الناس هناك ولا بد لي من التقيد به. من الجبن ألا أعود إلى هناك. أعتقد أنني مضطر للقيام بذلك”.

         

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير