بقلم روبير شعيب
لي كومب، الأحد 26 يوليو 2009 (Zenit.org). – من خلال ثقته بالمسيح، يضحي الكاهن وسيلة في يدي الرب من أجل خلاص الجميع.
هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في تعليقه على إنجيل الأحد – إنجيل علامة تكثير الأرغفة التي يسردها إنجيل يوحنا -.
أوضح الأب الأقدس في مطلع تأمله الربط الذي يقيمه يسوع بين علامة تكثير الخبز وسر الافخارستيا، من خلال كلمة “الشكر” (eucharistein) التي يتلفظ بها يسوع في شكره من أجل “العلامة”.
والمعروف في لاهوت الأعجوبة اليوحنوي، أن كاتب إنجيل يوحنا يستعمل كلمة “علامة” (semeia) للحديث عما نعرفه عادة بـ “أعجوبة” وذلك للدلالة على أن ما يفعله يسوع ليس لكي يرضي فضولنا أو لكي يستجدي إعجابنا، أو لكي يسبي حواسنا باجتراحه الغرائب، بل لكي يبين لنا السر الكامن في قلب الآب، سر محبته التي حملته إلى بذل ابنه لكي تكون الحياة لكي من يؤمن به (راجع يو 3، 16).
وعليه فإن كلمة (eucharistein) تحملنا مباشرة إلى العشاء الأخير، حيث لا يكثر يسوع الخبز، بل يصير هو خبزنا، خبز الحياة الحقة. ولذا استخلص البابا: “إن الافخارستيا هي مستبقة بشكل ما في علامة خبز الحياة”.
الثقة وخصب الكهنوت
هذا وربط البابا بين هذا الإنجيل وحياة الكاهن في إطار هذه السنة الكهنوتية فقال: “كيف لنا ألا نذكر أننا نحن الكهنة بشكل خاص نستطيع أن نرى ذواتنا في هذا النص اليوحنوي، وأن نطابق أنفسنا مع الرسل، عندما يقولون: كيف لنا أن نجد الخبز لهذا الجمع الغفير؟”
وتابع: “وإذ نقرأ عن ذلك الفتى المجهول الذي يملك خمسة أرغفة وسمكتين، يتوارد إلى لساننا القول العفوي: ولكن ما هذا لكل هذا الجمع؟ بكلمات أخرى: من أنا؟ كيف لي، مع كل محدوديتي، أن أساعد يسوع في رسالته؟”.
ثم أردف بالقول: “الجواب يقدمه لنا الرب: من خلال وضع كيانهم البخس في “يديه المقدستين والجليلتين”، يضحي الكهنة وسيلة خلاص من أجل الكثيرين، للجميع!”.