500 ضحية على الأقل بعد اندلاع العنف مجدداً
روما، الجمعة 31 يوليو 2009 (Zenit.org) – تتعرض نيجيريا لخطر الوقوع تحت نير أسلمة متشددة، حسبما يقول الأب أوبيورا إيكي، مدير المعهد الكاثوليكي للتنمية والعدالة والسلام في ولاية إينوغو النيجيرية.
من خلال ذكر الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين شباب متطرفين من الجماعة الإسلامية المتطرفة Boko Haram (التعليم خطيئة) وعناصر من القوى الأمنية النيجيرية والتي أوقعت 500 ضحية في شمال شرق نيجيريا، يخشى الأب إيكي من “امتداد نفوذ طالبان” في البلاد.
وفي مقابلة مع الجمعية الخيرية الدولية عون الكنيسة المتألمة، يعلن الأب إيكي أن أعمال العنف المستمرة منذ 24 يوليو “تتفاقم شيئاً فشيئاً”.
إن أعمال العنف هذه التي بدأت في نهاية الأسبوع الفائت في مدينة بوتشي عاصمة الولاية، اندلعت بعد توقيف قادة جماعة “بوكو حرام” قبل امتدادها إلى ولايات يوبي، كانو وبورنو في شمال شرق البلاد.
في هذه الولايات، قام المتشددون بمهاجمة القوى الأمنية. وهم يطالبون بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في نيجيريا.
“لطالما كان الإسلاميون يهاجمون المسيحيين فقط، ولكننا الآن نشهد تشكيل جماعات متشددة جديدة تستهدف كافة “الوكالات الغربية” ومسلمين آخرين”، حسبما أوضح الأب إيكي.
ولفت إلى أن أعمال العنف المرتكبة من قبل جماعات مشابهة لبوكو حرام تستهدف أيضاً حكومات الدول التي أدخلت الشريعة.
منذ سنة 2000، تعززت الشريعة الإسلامية في 12 ولاية نيجيرية من أصل 36، وذلك بخاصة في الشؤون العائلية والمسائل الجزائية.
يخشى الأب إيكي من أن يكون تنامي جماعة بوكو حرام نذير حركة أكبر تنتشر في كل البلاد.
ويقول أن هذه الجماعات تصف التعليم المتوفر في المدارس والجامعات الغربية بـ “المنحط”، مشيراً إلى أن هذه الجماعات عينها قد تهاجم أيضاً البنى التربوية المسلمة.
لقد طالب الأب إيكي الحكومات الغربية بتقديم الدعم لنيجيريا في كفاحها ضد المتشددين الإسلاميين، من خلال ضمان التعليم وتخفيف حدة الفقر.
ويعتبر أن المشاكل الحالية تعود أسبابها إلى “انعدام كل من التعليم والعمل، وغياب المهارات، ونقص المال، وعدد الوظائف غير الكافي، فيجد الكثيرون صعوبة في إعطاء معنى لحياتهم”، مضيفاً أن “ذلك يؤدي إلى تعسفات إيديولوجية ويشجع على انحراف الشبيبة على أيدي إرهابيين”.
ووفقاً لتقرير صادر عن عون الكنيسة المتألمة سنة 2008 حول المسيحيين المضطهدين بسبب عقيدتهم، فإن الجماعات المسيحية تقع ضحية التعصب والتمييز في الولايات النيجيرية الـ 12 التي تطبق فيها أحكام الشريعة. تضاف إلى ذلك الاتهامات الباطلة بالتجديف ضد الإسلام، وهدم أماكن العبادة المسيحية، وأعمال الاختطاف وإجبار المراهقين وبخاصة الفتيات على اعتناق الإسلام.