ليس فقط بفضل تعاليم البابا وإنما أيضاً بفضل الحجاج
روما، الأربعاء 1 يوليو 2009 (Zenit.org) – إن الزيارة الأخيرة التي قام بها بندكتس السادس عشر إلى سان جيوفاني روتوندو، المدينة التي عاش فيها القديس بيو دي بييتريلتشينا، سمحت بإظهار معنى الألم ليس فقط من خلال الكلمات التي قالها البابا وإنما أيضاً من خلال شهادات المرضى، حسبما أعلن الناطق الرسمي باسم الفاتيكان.
هذا ما لفت إليه الأب فدريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في المقالة الافتتاحية للعدد الأخير من "أوكتافا دييس"، النشرة الأسبوعية الصادرة عن مركز التلفزة الفاتيكاني.
"إن أهمية رحلات البابا لا تكمن فقط في ما يقوله أو يفعله، وإنما أيضاً في المشاعر والأقوال التي يثيرها. فمن اللحظات التي لا تنسى الشهادة التي أدلت بها آنا المريضة بالسرطان أمام البابا في بيت "تخفيف الألم".
وقالت آنا للأب الأقدس: "لم أتساءل قائلة "لم أنا؟" وإنما على العكس قلت في نفسي: "لم لا أكون أنا؟ يا إلهي، ما هو تدبيرك لي؟". وعلى مثال العذراء وسائر الرجال المستحقين والقديسين، لم أشأ التمرد بل أردت القول: "ها أنا مستعدة".
"كيف نعيش انتظار الموت من خلال عيش حياتنا المتبقية بطريقة نقدم فيها الصالحات للرب؟ إن الأوان لا يفوت أبداً من أجل بدء العمل في الكرمة وتكريس الحياة للخير بكلمات متسامحة وأعمال متواضعة"، حسبما قال الأب لومبادري.
وأضاف أن آنا تتوجه إلينا نحن أيضاً قائلة لنا: "لا تتركونا وحيدين مع أفكارنا ومخاوفنا. وعندما لا تملكون شيئاً لقوله لنا، لا تقلقوا أبداً. يكفي أن تمدوا لنا يدكم فنشعر بوجودكم بقربنا".
"صحيح أن تشخيص مرض السرطان مرعب ومخيف وإنما ما يرعب أكثر هو عدم صداقتنا مع الله والابتعاد عن محبته".
"إذاً نفهم أن الألم يمكنه أن يصبح كنزاً عظيماً. نفهم أن هذا يخصنا جميعاً، ونفهم قصد الأب بيو عندما كان يقول – وحسبما ذكر البابا – أنه يجب على "المرضى في المستشفيات والأطباء والكهنة أن يصبحوا "مخازن محبة" لأنها كلما كثرت كلما انتقلت إلى الآخرين".
ختاماً قال الأب اليسوعي: "لا بد من أن يتحول كل ألم أمام وجه المسيح المتألم إلى محبة ليس فقط في جيوفاني روتوندو وإنما أيضاً في كل أنحاء العالم".