حاضرة الفاتيكان،الثلاثاء 15 يوليو 2009 (Zenit.org) – في الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة"، يشير بندكتس السادس عشر إلى المخرج من الأزمة الاقتصادية العالمية، حسبما قال الناطق الرسمي باسم الفاتيكان.
قام الأب اليسوعي فدريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، بتلخيص إسهام الرسالة العامة الثالثة لبندكتس السادس عشر بثلاث كلمات هي "التنمية والمجانية والرجاء" في الكلمة الافتتاحية للحلقة الأخيرة من البرنامج الأسبوعي "أوكتفا دييس" الذي يعرض على شاشة تلفزيون الفاتيكان.
واعتبر الكاهن اليسوعي أن النص البابوي الموجه إلى كل البشر ذوي النوايا الحسنة يحاول من بين الأمور الأخرى "إعادة اكتشاف الجرأة على تنظيم مستقبل البشرية، ليس من خلال أوهام إيديولوجيات بالية، وإنما من خلال حرية إجراء جمع ديناميكي لكافة العناصر التي تقدمها التجارب السلبية والإيجابية للشعوب، من أفكار مختلف الاختصاصات، ومن عمل العقل".
وأضاف: "كل ذلك يكون غير واقعي وعقيماً من دون روح الحياة التي يقدمها وحي الإيمان".
وأشار الأب لومباردي إلى جملة في رقم 34 معتبراً إياها الفكرة الأساسية في الوثيقة: "إن المحبة في الحقيقة تضع الإنسان أمام تجربة الهبة الرائعة. إن الهبة حاضرة في حياتنا بمختلف الأشكال التي كثيراً ما تكون غير معروفة بسبب نظرة فانية ونفعية للحياة. خلق الإنسان للهبات، وهذا ما يعبر عن بعده السامي ويوجده".
ووفقاً للناطق الرسمي باسم الفاتيكان، فإن "منطق الهبة والمجانية هو المفتاح إلى هذه "الأخوة" التي يرى فيها البابا انبثاق الحلول الفعلية للمشاكل المأساوية التي تعيشها الأسرة البشرية في زمن العولمة".
من بين هذه التحديات، اختار الأب لومباردي "استمرار وجود التفاوت والجوع، وإنما أيضاً الانحطاط الثقافي والروحي المسيء لكرامة الإنسان الذي يقع ضحية الديناميكيات الاقتصادية النفعية أو ضحية إيديولوجية قدرة التكنولوجيا اللامحدودة".
ختاماً قال: "إن الأزمة التي نسعى إلى معالجتها بالاشتراك مع أصحاب النفوذ في الأرض، والتي يعاني الفقراء من أصعب تبعاتها، يجب أن تشكل فرصة من أجل التعمق أكثر في هويتنا الحقيقية وإلى ما يجب أن نكون عليه – إخوة مدعوين إلى المحبة والعطاء – وإلى المكان الذي يجب أن نتجه إليه – أبعد من الآفاق المادية الضيقة والمسدودة".
"إن لم نقم بذلك، لن تصبح العولمة فرصة للحياة وإنما دوامة من الرق المأساوي المتزايد".