الناطق باسم الكرسي الرسولي يحلل دور يوحنا بولس الثاني
روما، الثلاثاء 10 نوفمبر 2009 (Zenit.org) – بعد مرور 20 عاماً على سقوط جدار برلين، يلاحظ الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي أن كثيرين لم يأخذوا العبر بعد من حدث تاريخي مماثل: لا يمكن حصر الإيمان بالحياة الخاصة.
يخصص الأب فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، المقالة الافتتاحية للعدد الأخير من "أوكتافا دييس"، النشرة الأسبوعية الصادرة عن مركز التلفزة الفاتيكاني، للحديث عن دور يوحنا بولس الثاني في هذا الحدث الذي أدى في 09 نوفمبر 1989 إلى تغيير تاريخ البشرية.
"كم كان فرح الشعب عظيماً في برلين!"، حسبما يعترف الناطق الرسمي لافتاً إلى ذكرى سقوط رمز الحرب الباردة. "وكم كان الذهول والفرح كبيرين في جميع أنحاء أوروبا والعالم عند رؤية هذه الصور المذهلة!".
"خلال زهاء ثلاثين عاماً، تهددت حياة الأشخاص الذين كانوا يحاولون عبوره للهرب نحو الحرية. وتوفي العشرات أمام المارين المذعورين. اعتقدنا أن هذا السجن الكبير الذي يحميه هذا الجدار – والستار الحديدي – كان سيصمد لسنوات أخرى".
ولكن الأب لومبادري اعتبر أن "التطلعات إلى الحرية ونقاط الضعف المتأصلة في الأنظمة القائمة على إيديولوجية معادية لله والبشر، حركت شعوب الشرق وحضرت لسقوط تاريخي، حدث نادر لم يؤد إلى سفك دماء كثيرة".
"بعيداً عن أي رغبة في تبسيط عملية تاريخية في غاية التعقيد، يبدو لي أنه من الطبيعي إعادة التفكير في الدور الذي أداه انتخاب يوحنا بولس الثاني وشخصه، ورحلاته في بولندا التي بقيت أمينة للإيمان الكاثوليكي، والحديث عن تداعياتها على تطلعات الحرية لدى شعبه والشعوب المجاورة".
"عندما عبر البابا بوابة براندنبورغ، لم تستعد ألمانيا فقط وحدتها، وإنما كانت أوروبا تتنفس برئتيها في الشرق والغرب، وكان الإيمان المسيحي يظهر إسهامه مرة أخرى في وحدة القارة وحضارتها، متخطياً محنة إلحاد الدولة".
"من المهم التذكير بذلك عند التشديد على حصر هذا الإيمان بالحياة الخاصة"، حسبما يؤكد الأب لومباردي، بعد أيام على صدور قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الذي يحظر وجود الصليب في المدارس.
ولفت قائلاً: "مع الأسف أن جدراناً أخرى شيدت وما تزال تشيد حالياً. إننا نواصل جهودنا بانتظار التوصل إلى الاحتفال ببطلانها وسقوطها".