بقلم الأب روبير معماري الأنطوني

اليوم السادس عشر

روما، الثلاثاء 2 مارس 2010 (zenit.org). - . -  أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل.

تأمّل:

في الرسالة الى "ديوغنيت Diognet" التي تعود للقرن الثاني للميلاد، والتي يتوجه من خلالها كاتبها المجهول الهوية الى وثني شارحاً له عن دور المسيحيين في العالم نقرأ:"لنقولها باختصارٍ، كما الروح في الجسد هكذا في العالم المسيحيون".

إن قوّة وأهميّة هذا التعبير تكمنان في تحديد قوّة وأهمية دور كل مسيحي في قلب العالم. فهل نعي أنّ رسالتنا كمسيحيين هي أن نعطي للعالم روح المسيح الساكن فينا؟ هناك الكثير ينادون بالمسيحيّة كشعار ولا يعيشوها كإلتزام ورسالة حياة، فهل نحن من هذه الفئة؟

إنَّ القدّيسين الذين أحبّوا الرب يسوع، حملوه في قلوبهم وعلى ألسنتهم بكلِّ جرأة أينما ذهبوا وقلبوا المجتمعات بتعليمهم وشهادة حياتهم. فكانوا ملح الأرض ونور العالم و كل من كان يلتقي بهم كان يُمجّد الله.

أيّها المسيحيون! كونوا على مثال القدّيسين، " هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات" (مت5: 16).