بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 17 مارس 2010 (Zenit.org). – توقف الأب الأقدس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة 2010 بعنوان: "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟" للتساؤل عن معنى هذه "الحياة الأبدية"، وللإجابة استشهد البابا بكلمة يسوع إلى تلاميذه: "سأراكم من جديد فيفرح قلبكم ولن يستطيع أحد أن ينتزع فرحكم منكم". وأوضح الأب الأقدس أن الحياة الأبدية هي خبرة فرح كامل ينبع من كوننا ممتلئين بالحب الإلهي إلى الأبد.

وأشار الأب الأقدس إلى أن طرح السؤال بشأن الحياة الأبدية، أي بشأن "المستقبل الحاسم الذي ينتظر كل منا" يستطيع أن يهب معنىً كاملاً للوجود، وذلك لأنه "يوجه مشروع الحياة نحو آفاق ليست محدودة أو عابرة، بل واسعة وعميقة، تحمل إلى محبة العالم الذي أحبه الله، وإلى الالتزام في تطويره، ولكن دومًا عبر الحرية والفرح اللذين يتولدان من الإيمان والرجاء".

النظر إلى الحياة الأبدية يحررنا من وهم اعتبار الوقائع الأرضية وكأنها مُطلَقَة.

يدفع أفق الحياة الأبدية المؤمن إلى الترداد مع القديس أغسطينوس: "نتوق إلى الوطن السماوي، نتلهف إلى الوطن السماوي، ونشعر بأننا حجاج في الدنيا".

كما واستشهد البابا في الرسالة بقول الطوباوي الشباب بيار جورجو فراسّاتيالذي كان يقول مثبتًا الطرف في الحياة الأبدية: "أريد أن أحيا حقًا، لا أن أكتفي بشذرات العيش!"، وعلى صورة تسلق جبل أرسلها إلى صديق كتب: "نحو العلاء"، مشيرًا إلى الحياة الأبدية.

ثم حض بندكتس السادس عشر الشباب بالقول: "أيها الشباب الأعزاء، أحضكم على ألا تنسوا هذا الأفق في مشروع حياتكم: نحن مدعوون إلى الأبدية. لقد خلقنا الله لكي نكون معه، إلى الأبد. هذه الوجهة ستهب المعنى الكامل لخياراتكم وستعطي قيمة لوجودكم".

ثم أوضح الأب الأقدس كيف أن يسوع يقدم الوصايا العشر كشروط ضرورية لـ "نيل الحياة الأبدية". فالوصايا العشر هي "مرجعية لعيش الحب، للتمييز بوضوح بين الخير والشر ولبناء مشروح حياة وطيد ودائم".

واعترف البابا أن هذه المقترحات هي عكس تيار العقلية الحالية، عقلية تقترح حرية مُعتقة من القيم، من القواعد، من الأسس الموضوعية، عقلية تدعو إلى رفض كل حاجز لرغبات الساعة.

ونبه البابا أن هذا النوع من الاقتراحات، "بدل أن يقود إلى الحرية الحقة، يجعل من الإنسان عبدًا لذاته، لرغباته المباشرة، لأصنام مثل السلطة، المال، اللذة المنفلتة وإغواء العالم، فيضحي الإنسان عاجزًا عن اتباع دعوته الأساسية إلى الحب".

بينما الله فهو يعطينا الوصايا لأنه يريد أن "يربينا على الحرية الحقة، لأنه يريد أن يبني معنا ملكوت الحب، العدالة والسلام".

وفي الختام شدد البابا على أن الوصايا "لا تحد السعادة، بل تعلمنا كيفية إيجادها" فالشريعة – بحسب ما يذكر يسوع – هي صالحة، لأن الله صالح.

وقفة روحية في زمن الصوم

بقلم الأب روبير معماري الأنطوني

اليوم التاسع والعشرون

الاربعاء 17 مارس 2010 (Zenit.org) . – وكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى نَائِين، وَذَهَبَ مَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمْعٌ كَثِير.