الفاتيكان، الأربعاء 24 مارس 2010 (Zenit.org). – "غالبًا ما يخاطبنا الله في عمر الشباب ويدلنا على مشروع حياتنا". هذا ما قاله بندكتس السادس عشر في تعليم الأربعاء بينما كان يستعرض سيرة حياة القديس ألبرتوس الكبير الذي ولد في ألمانيا، ثم ارتاد كنيسة الدومينيكان في بادوفا، حيث انضم إليهم وأبرز نذوره الرهبانية. أوضح الأب الأقدس أن القديس أنضج أنضج هذا القرار تدريجيًا، وفي إطار الحياة العادية اليومية، من خلال "العلاقة العميقة بالله، مثال قداسة الإخوة الدومينيكان، الإصغاء لعظات الطوباوي جوردانو من ساسونيا، خليفة القديس دومينيك في قيادة رهبنة الوعاظ، كانت جميعها عوامل ساعدته على تخطي أي شك، متغلبًا على معارضة عائلته".

وتابع البابا بالقول: "مثل ألبرتوس، كذلك بالنسبة لنا جميعًا، تشكل الصلاة الشخصية التي تتغذى من كلمة الله، ومزاولة الأسرار والإرشاد الروحي من قبل أشخاص مستنيرين، الوسيلة لاكتشاف واتباع صوت الله".

ثم تحدث البابا عن ثقافة القديس واصفًا إياها "بالموسوعية" إذ كانت تحمله "لا للاهتمام بالفلسفة واللاهوت فقط، مثل سائر معاصريه، بل أيضًا بكل أنواع المواد الأخرى المعروفة، من الفيزياء إلى الكيمياء، من الفلك إلى علم العناصر، من علم النبات إلى علم الحيوانات. لهذا السبب أعلنه البابا بيوس الثاني عشر شفيعًا للعاملين في حقل العلوم الطبيعية وأطلق عليه اسم "الملفان الجامع" (Doctor universalis) نظرًا لسعة اهتماماته وعلمه".

وتابع البابا شارحًا أن ما من تناقض بين الإيمان والعلم، بالرغم من بعض حوادث عدم التفاهم التي سجلها التاريخ. وقال: "إن رجل إيمان وصلاة، مثلما كان القديس ألبرتوس، يستطيع أن ينكب بصفاء على دراسة العلوم الطبيعية والتقدم في معرفة الكون الصغير والكون الشاسع، مكتشفًا قوانين المادة الخاصة، لأن كل هذا يسهم في تغذية العطش إلى الله ومحبته. يحدثنا الكتاب المقدس عن الخلق كأول لغة يكشف من خلالها الله – الذي هو العقل الأسمى، واللوغوس – عن شيء من ذاته".

واستشهد البابا بكتاب الحكمة، على سبيل المثال، الذي يصرح بأن ظواهر الطبيعة، التي تتمتع بالعظمة والجمال، هي مثل عمل فنان، ومن خلالها، نستطيع عبر التشبيه، أن نعرف الصانع من صنيعه.

ولخص البابا قائلاً: "يذكرنا القديس ألبرتوس الكبير بأن هناك صداقة بين العلم والإيمان، وأن رجال العلم يستطيعون أن يسيروا، من خلال دعوتهم إلى درس الطبيعة، درب قداسة أصيل وجذاب".