العراق: يوم صلاة رداً على عمليات قتل المسيحيين

Share this Entry

نظمه المونسنيور لويس ساكو، رئيس أساقفة الكركوك

كركوك، الثلاثاء 02 مارس 2010 (Zenit.org) – أمام موجة أعمال العنف المرتكبة بحق المسيحيين والتي تجتاح العراق وتسفر عن سقوط العديد من الضحايا، نظم المونسنيور لويس ساكو، رئيس أساقفة كركوك، يوم صلاة وصوم.

تأتي بادرة الأسقف الكاثوليكي الكلداني رداً على مقتل ثمانية مسيحيين على الأقل في الموصل خلال الأسبوعين الأخيرين، على سلسلة الجرائم التي أدت إلى نزوح جديد للمؤمنين من المدينة نحو شمال العراق.

“إن استهداف المسيحيين الأبرياء بوحشية بخاصة في هذه الأيام في الموصل وتزامناً مع الانتخابات، يعتبر عملاً شائناً”، حسبما نقلت الجمعية الخيرية الدولية عون الكنيسة المتألمة عن رئيس الأساقفة خلال العظة التي ألقاها نهار الأحد الفائت في كاتدرائية كركوك.

وشجب قائلاً: “هذا يسيء إلى تدبير الله الذي خلقنا مختلفين، وينتهك حقوق الإنسان، ويقوض التضامن الوطني ويزدري بالقيم الدينية”.

قال الأسقف أنه أراد تنظيم يوم صلاة وصوم لأن “محو المسيحية من المنطقة، أو إجبار المؤمنين على الإنضواء تحت راية الإسلام لن يفضي إلا إلى جعل البلاد أكثر راديكالية”.

“لذلك قررنا الصوم والصلاة احتجاجاً على هذه الأعمال الشنيعة وتضامناً مع إخوتنا، واثقين بأن عدالة الله محتومة”.

وأوضح رئيس الأساقفة لعون الكنيسة المتألمة أن الكنيسة غطت جدران أبرشية كركوك وكاتدرائيتها بملصقات تدين عمليات القتل بعبارات عربية وإنكليزية.

على الرغم من أن سبب الاعتداءات ليس واضحاً، إلا أن هذه الأحداث مرتبطة بالانتخابات النيابية المتوقع إجراؤها يوم الأحد المقبل الواقع في السابع من مارس.

ووفقاً للمونسنيور ساكو، فإن الأحداث التي حصلت في الموصل هي ناتجة عن “توتر وصراع بين قوى سياسية”.

ولفت قائلاً أن العراق لن يشهد استقراراً من دون الوحدة الوطنية. لذلك، طلب الوفاق بين مختلف الأحزاب السياسية في البلاد، إلا أنه أقر بأن ذلك “لن يحصل بشكل تلقائي” ودعا إلى التضامن والحوار.

البقاء في العراق

أقر المونسنيور ساكو أن “البلاد ذاهبة مع الأسف نحو المزيد من التعصب الإتني، والانقسام الديني والطائفي”.

وأشار إلى أن العديد من المسيحيين غادروا العراق متوجهين إلى بلدان مجاورة منها سوريا وتركيا، ودعا المؤمنين إلى البقاء في البلاد للمساعدة على إعادة إعماره.

“إننا نرغب في بناء مستقبلنا مع إخوتنا المسلمين: العرب والأتراك والتركمان”.

في هذا السياق، حث المسيحيين على عدم الاستسلام للضغوطات، وعلى تجنب الوقوع في الظلام والعزلة، طالباً من الحكومة المركزية والسلطات المحلية والأحزاب في الموصل “الدفاع عن المواطنين، وبخاصة المسيحيين الذين وقعوا مجدداً ضحية الاعتداءات”.

واختتم يوم الصلاة والصوم بصلاة الغروب ومؤتمر صحفي.

الجدير بالذكر هو أن عملية القتل الأخيرة في الموصل حصلت في 23 فبراير عندما اقتحم رجل مسلح منزل عائلة مسيحية وقتل أباً وولديه أمام الأم وابنتها.

خلال تحياته التي تلت تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد الفائت، ذكر بندكتس السادس عشر بالوضع الصعب الذي يشهده العراق، قائلاً أنه تلقى “بحزن شديد الأنباء المفجعة عن عمليات القتل الأخيرة التي ارتكبت بحق بعض المسيحيين في مدينة الموصل”، وأنه تابع “بقلق كبير فصول العنف الأخرى المرتكبة في أراضي العراق الجريح بحق أفراد عزّل من مختلف الانتماءات الدينية”.

أضاف: “أعبر بمحبة عن قربي من الجماعات المسيحية في كل أنحاء البلاد. لا تخافوا أن تكونوا خميرة جيدة من أجل الأمة التي تنتمون إليها بحق منذ قرون عديدة”.

كما وجه البابا دعوة إلى “السلطات المدنية لكي تبذل كل الجهود الممكنة لإعادة الأمن إلى السكان وبخاصة إلى الأقليات الدينية الأكثر ضعفاً”.

وحث “الأسرة الدولية على السعي وراء ضمان مستقبل مصالحة وعدالة للعراقيين”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير