بحسب البابا في كلمته قبيل التبشير الملائكي
الفاتيكان، الاثنين 8 مارس 2010 (Zenit.org). – ينظر البعض إلى الأحداث المؤلمة التي تصيبهم أو تصيب غيرهم كعقاب إلهي يصيب الخاطئ فيحصد ما قد زرع. ويعتبرها البعض الآخر نائبة من نوائب المصير المقدر والمكتوب والذي لا هرب منه. أم يسوع فينبذ كلتي القرائتين، معتبرًا أن النوائب التي تحدث هي حوادث يجب على المرء أن يعطيها معناها وأن يغتنمها فرصة لكي يرتد ويتوب ويتقرب من الله.
هذا هو كنه ما قاله البابا في كلمته قبيل صلاة التبشير الملائكي التي تلاها بحضور حشد من المؤمنين اجتمعوا تحت شرفة الأب الأقدس للصلاة مع صاحب القداسة.
علق البابا على نص إنجيل لوقا: “وفي ذلك الوقت حضر أناس وأخبروه خبر الجليليين الذين خلط بيلاطس دماءهم بدماء ذبائحهم. فأجابهم: «أتظنون هؤلاء الجليليين أكبر خطيئة من سائر الجليليين حتى أصيبوا بذلك؟ أقول لكم: لا، ولكن إن لم تتوبوا، تهلكوا بأجمعكم مثلهم. وأولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم، أتظنونهم أكبر ذنبا من سائر أهل أورشليم ؟ أقول لكم: لا ولكن إن لم تتوبوا تهلكوا بأجمعكم كذلك»” (لو 13، 1 – 5).
أوضح الأب الأقدس أن يسوع في كلماته يدعو إلى قراءة مختلفة للأحداث، ويضعها في إطار التوبة، وقال: “النوائب، والأحداث المؤلمة، لا يجب أن تولد فينا الفضول أو البحث عن مذنبين مزعومين، بل يجب أن تضحي فرصة للتفكير، للتغلب على وهم العيش بمعزل عن الله، ولتقوية التزام تغيير الحياة بعون الله”.
وشرح الأب الأقدس أن ألله، أمام الخطيئة، يكشف عن نفسه “كمليء بالرحمة ولا يتوانى عن دعوة الخطأة إلى تحاشي الشر، والنمو في محبته والاسهام بشكل عملي في مساعدة القريب المحتاج، وعيش فرح النعمة وعدم السير نحو الموت الأبدي”.
وشرح أن إمكانية الارتداد تتطلب من الإنسان أن يتعلم أن يقرأ أحداث حياته على ضوء الإيمان.
وتابع بالقول: “في وجه الآلام والأكدار، الحكمة الحقة هي أن نعي هشاشة الوجود وأن نقرأ التاريخ البشري بعيون الله الذي يريد دومًا وفقط خير أبنائه، والذي يسمح في مشروعه الذي لا يمكن سبره، بأن يختبر أبناؤه الألم لكي يقودهم إلى خير أعظم”.