فرَفَعَ الأَعْمَى نَظَرَهُ وقَال: «أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون!».
فوَضَعَ يَسُوعُ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَي الأَعْمَى، فأَبْصَرَ جَلِيًّا، وعَادَ صَحِيحًا وصَارَ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ بِوُضُوح.
فأَرْسَلَهُ يَسُوعُ إِلى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لا تَدْخُلِ القَرْيَة!».
تأمّل:
جاؤوا الى يسوع بأعمى لا يرى البتّة. لمسه مرةً أولى فتحسنت حاله: ” أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون”. ولمسه مرّةً ثانية “فأبصر جليّاً وعاد صحيحاً وصار يُبصر كلّ شيء بوضوح”. يعبّر هذا التدرّج المتصاعد بالشفاء عن المسيرة الإيمانيّة التصاعديّة التي يجب أن يقوم بها كلُّ شخصٍ بعلاقته مع ربّه والتي فيها يتدخّل الرب بطريقة مستمرة مانحاً روحه القدّوس ليشفي بصيرتنا التي قد أعمتها الخطيئة. إنّ القديس برنردوس يؤكد “أن الروح القدس لا يكفّ عن الحضور في حياة مَن هو روحانيّ، أو بالحري في حياة أولئك الذي يريدهم أن يكونوا روحانيّين”. لنفتح قلوبنا إذاً لعمل الروح الدائم فينا فيفتح الروح بصائرنا ويقود خطانا لنتبع يسوع نور العالم فلا نمشي في الظلام:”أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام”(يو8: 12).