مرسلون يخدمون الفقراء بفرح

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مقابلة مع الأب المؤسس ريتشارد هو لانغ

كينغستون، جامايكا، الجمعة 12 مارس 2010 (Zenit.org) – يقول مؤسس إحدى الجماعات الرهبانية الدولية الجديدة المكرسة لخدمة أفقر الفقراء أن هذه الدعوة تشكل مصدر فرح لكثيرين.

تأسست جماعة مرسلي الفقراء سنة 1981 على يد الأب ريتشارد هو لانغ، وتضم حالياً 550 راهباً وكاهناً يعملون في جامايكا (حيث تأسست الرهبنة التي يقع مقرها هناك)، والهند والفيليبين وهايتي وأوغندا وكينيا والولايات المتحدة.

شعر الأب هو لانغ الذي تلقى دروسه وسيامته في الرهبنة اليسوعية بدعوة مختلفة عندما دخل إلى أحياء الفقراء المحيطة برعيته في جامايكا. عندها، قرر تكريس ذاته حصرياً لبناء عائلة وجماعة بين الفقراء والمحرومين من خلال رهبنة جديدة.

في هذه المقابلة التي أجراها معه البرنامج التلفزيوني “حيث يبكي الله” الذي تبثه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع “عون الكنيسة المتألمة”، يتحدث الكاهن عن دعوته لخدمة الفقراء، وفرحه داخل رهبنته، وآماله المستقبلية.

س: ما كانت هذه الدعوة، وهل كان القرار سهلاً بالنسبة إليكم؟

الأب هو لانغ: تجسدت في واقع المشردين والمحرومين المنبوذين في جامايكا، وفي وقوع حادثة مروعة ذهبت ضحيتها 155 امرأة طاعنة في السن حرقاً في مبنى غير صالح للاستخدام تديره الحكومة في جامايكا.

هذا ما هز كياني، فما حصل مأساة رهيبة.

بعد ذلك، عندما كنت أعلم في جامعة جزر الهند الغربية في جامايكا، رحت أصلي ولازمت أفكاري صورة المسيح العامل مع الفقراء والمنسيين.

بدأت أطرح الأسئلة، وكان الرب هو الذي يطرحها: “هل ستكون مسيحياً بحق أم لا؟ إضافة إلى ذلك، هل ستكون كاهناً بحق أم لا؟”

س: لا بد من أن المسألة كانت صعبة، أليس كذلك؟

الأب هو لانغ: أجل، كانت أشبه بصراع يعقوب مع الملائكة. وبالطبع أن الرب هو الذي انتصر.

كان وقتاً متطلباً روحياً إلا أنه كان أفضل الأوقات.

أحياناً كنت أتشاجر مع الرب وأسأله: “كيف لك أن تكون متناقضاً جداً؟ يدعوني أولاً إلى تلقي كل هذه الدراسات، ومن ثم يعكس قراره ويدعوني إلى العمل مع أفقر الناس وأكثرهم احتياجاً، العمل الذي بدا لي في تلك الحقبة أنه لا يمت بصلة إلى الذكاء. لكنني أدرك بطرق عديدة أن مواجهة مشاكل أفقر الناس يتطلب كل ما اكتسبته من معرفة، وأن اليسوعيين أعدوني فعلاً لدعوتي كؤسس مرسلي الفقراء.

س: هل كنت تشعر دوماً بالحنو نحو الفقراء؟ ما الذي يشغلك دوماً؟ ومتى قلت فعلاً: “هذا هو العمل الذي أشعر أنني مدعو إلى القيام به”؟

الأب هو لانغ: أظن أن والدي الصيني الذي أتى من الشرق الأقصى هو الذي جعلنا ندرك احتياجات الفقراء الكبيرة. فكان يكرر لنا قائلاً: ” تذكروا أنكم فقراء. تذكروا أنني فقير وتذكروا أفقر الناس”. كان يذكرنا بأن الجامايكيين أفضل الناس على الرغم من فقرهم، وأننا ما كنا أحياء لولا دخول الفقراء إلى منزلنا وإلى متجر البقالة الصغير الذي كنا نمتلكه.

وكان يقول: “كونوا دوماً شاكرين ولا تنسوا الفقراء مهما فعلتم في حياتكم وأينما كنتم”.

هذه هي البداية قبل أن أكون كاثوليكياً.

س: حضرة الأب ريتشارد، لقد اخترتم الشعار الآتي: “الخدمة السارة مع المسيح على الصليب”. لمَ اخترتم هذا الشعار لمرسلي الفقراء؟

الأب هو لانغ: عندما بدأ عمل الجماعة، لاحظت ظاهرة غريبة.

فالإخوة يعملون يومياً مع أفقر الناس، مهتمين بأعمال بسيطة عبارة عن غسلهم والطبخ لهم والحلاقة لهم وقص شعرهم، إضافة إلى التخلص من الفوضى في نهاية اليوم. على الرغم من لقائنا المحتمل بمرضى الإيدز أو الجذام، إلا أن هؤلاء المرضى يعودون إلينا يومياً ممتلئين فرحاً.

فكرت في أن هذا الأمر غامض لأننا نشدد من جهة على أن العمل مع الفقراء يعني حمل صليب المسيح. لكنهم كانوا سعداء في النهاية، لذا اتخذنا شعار “الخدمة السارة مع المسيح على الصليب”.

س: حضرة الأب، ما هو أعظم فرح عندكم في هذا العمل؟

الأب هو لانغ: هو معرفة أننا جسد واحد مع المسيح، قلباً وعقلاً، ومعرفة أننا نعيش الأسرار وكلمة الله.

عظيم هو شعور القرب من الله.

عندما أنظر إلى هذه الدعوات الفتية الرائعة، وأرى الفرح الكبير والاندفاع والانفتاح والسعادة في الشباب المستعدين للموت، أشعر برضى لا مثيل له.

س: وما هي معاناتكم الكبرى في هذا العمل؟

الأب هو لانغ: تجلت معاناتنا الكبرى في مقتل اثنين من إخوتنا. فقد قتلا ليلاً في ظروف غامضة في كينغستون، في وسط الغيتو.

كانت المنطقة هادئة وكان طلق ناري واحد كفيلاً بقتل اثنين من إخوتنا. هذا ما سبب لي وللجماعة ألماً مريراً.

س: هل وجدتم معنى في عملية القتل هذه؟

الأب هو لانغ: لقد أظهرت وفاة الأخوين التزام الشباب الكبير. فلم يغادر أحد منهم بل نمت جماعتنا بشكل هائل منذ وفاتهما.

كان معنى صليب المسيح والشرب من كأس الألم عميقاً في قلوب الإخوة وأذهانهم. كان ينبغي عليهم التفكير في خطورة هذا الوضع، وفي حياتهم ووفاتهم، وإنما كان ينبغي علينا الاستمرار في مساعدة الناس.

كما أن التدفق إلى الجزيرة – غير الكاثوليكية – كان هائلاً. وتم إدراك مأساة حياة الغيتو الحديثة في جامايكا.

س: حضرة الأب، ما هي احتياجاتكم الآن؟ وما هي مخططاتكم وآمالكم؟

الأب هو لانغ: هناك ضغط لتشريع الإجهاض في جامايكا مما يغضب الله.

خلال جولتنا على الغيتوهات، مر الإخوة بقرب كيسين بلاستيكيين كان يوجد فيهما طفلان مقتولان.

عندها، جاءني الإخوة قائلين: “حضرة الأب، لطالما قلت لنا أن الإجهاض أشنع جريمة. نحتاج إلى افتتاح دار للأمهات العازبات، النساء المعرضات للإجهاض، ودار للأطفال كخيار للأمهات اللواتي قد يقدمن على قتل أطفالهن.

وبعد الصلوات، قررنا افتتاح دار لهن. بالطبع أن بينهن عازبات كثيرات يستطعن يومياً أن يتركن أطفالهن معنا للذهاب إلى العمل بدلاً من فقدان وظائفهن، وأن يعدن لاحقاً لاصطحابهم إلى منازلهن.

لكننا نرغب أيضاً في الاحتفال بالقداديس، وبالحصول على حق التبشير في المبنى عينه يومي السبت والأحد ليتمكن الناس من المجيء إلى المسيح وإلى الكنيسة.

كما نرغب في امتلاك عيادة لمرحلة ما قبل الولادة لتتمكن النساء اللواتي يفكرن في الإجهاض من المجيء إلينا وإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لرؤية الطفل والاقتناع. سنسألهن إن كن يرغبن في استخدام مركز الرعاية اليومية أو ترك أطفالهن في عهدتنا لعرضهم للتبني. سنقدم حلاً لهن.

***

هذه المقابلة أجراها مارك ريدمان للبرنامج التلفزيوني والإذاعي الأسبوعي “حيث يبكي الله” الذي تنتجه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع الجمعية الخيرية الدولية الكاثوليكية “عون الكنيسة المتألمة”.

على شبكة الإنترنت:

للمزيد من المعلومات، زوروا: www.WhereGodWeeps.org

مرسلو الفقراء: www.missionariesofthepoor.org

ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير