نيجيريا: مؤسسة كاريتاس ستقدم مساعدة إنسانية لضحايا الصراع

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في جوس، يخشى النيجيريون حصول مذابح جديدة

روما، الجمعة 12 مارس 2010 (Zenit.org) – إن المذابح التي ارتكبت في مدينة جوس النيجيرية وأسفرت عن وفاة المئات خلال نهاية الأسبوع الأخير روّعت السكان المحليين، حسبما جاء في بيان لمؤسسة كاريتاس.

ستضع هذه المؤسسة برامج لـ “بناء السلام”، وستقدم مساعدة إنسانية لضحايا الصراع. كذلك تطلب المنظمة من السلطات النيجيرية تعزيز الأمن.

وفي التاسع عشر من شهر مارس الجاري، ستحتفل أبرشية جوس الكاثوليكية بقداس تضامني مع الناجين في كنيسة القديس جارلات الرعوية في بوكورو.

عدد الضحايا يبقى غير مؤكد

يتراوح عدد الأشخاص الذين قتلوا في قرى مجاورة لجوس في السابع من مارس بين 200 و500. ووفقاً لكاريتاس نيجيريا، فإن الحكومة تجاهلت علامات الإنذار. ففقد السكان ثقتهم بالقوى الأمنية.

“الناس خائفون من حصول اعتداءات أخرى. هم خائفون من النوم في منازلهم حتى أن قسماً منهم هرب للاختباء في الجبال. لا بد من إنهاء العنف”، حسبما قال الأب أنطوني فوم، رئيس كاريتاس جوس.

تبقى المعلومات حول عدد الضحايا غير مؤكدة. فالكهنة في الرعايا المحلية أحصوا أكثر من 200 جنازة بسبب أعمال العنف، فيما تتحدث مصادر أخرى عن أكثر من 500 قتيل.

“تتردد شائعات عن اعتداءات جديدة، إلا أننا لا نعلم إن كان يجب أخذها على محمل الجد. بعد مرور يومين على عمليات القتل الأخيرة، قد تكون هناك تهديدات جديدة. وبالتالي فإن الناس لا يشعرون أبداً بالطمأنينة”، وفقاً للأب فوم.

ليل السبت، تم الاعتداء على بعض أبناء قرى دوغون ناهاوا، وراتسات وزوت فورون التي تقع على بعد حوالي 20 كلم جنوب جوس. وخلال ساعتين، قام المعتدون الذين تبين أنهم رعاة مسلمون من قبيلة فولاني بقتل مئات الأشخاص المنتمين إلى قبيلة بيروم ذات الأغلبية المسيحية.

ارتكبت هذه المجازر خلال حظر التجول الذي فرضته الحكومة بعد اعتداءات يناير لتلافي مواجهات جديدة، لكن القوى الأمنية لم توقف المعتدين خلال توجههم نحو القرى.

أدت الاعتداءات إلى تهجير قرابة 500 عائلة، وتضرر الكثيرين. لذا ستقدم لهم كاريتاس المساعدات الغذائية والملابس والأغطية ومواد أخرى.

كاريتاس تطور برامج المساعدات

تعمل كاريتاس نيجيريا بتعاون وثيق مع أعضاء آخرين في شبكة كاريتاس لتطوير برامج المساعدات وتعزيز السلام.

“يبقينا موظفو كاريتاس جوس على اطلاع على الوضع”، حسبما أعلن الكاردينال أوسكار رودريغز مارادياغا، رئيس مؤسسة كاريتاس الدولية، من مقر المنظمة في الفاتيكان. وقال: “تدين كل فروع كاريتاس في العالم هذه المجازر الرهيبة. ويجب ألا تتكرر جرائم مماثلة”.

وأكد الكاردينال قائلاً: “نرغب في التعبير عن تضامننا مع الذين فقدوا قريباً لهم ومع موظفي كاريتاس نيجيريا. كما أن اتحادنا العالمي مستعد لدعم جهود تعزيز السلام”.

بعد مجازر يناير، قدمت كاريتاس مساعدات طارئة إلى 15000 شخص. بيد أن أعمال العنف تركت أثراً كبيراً في السكان. فقد تيتم العديد من الأطفال بسبب هذه المجازر، ويحتاج آخرون إلى مرافقة على المدى الطويل. كما أن جماعات كاملة تدمرت، مما أدى إلى شعور السكان باليأس.

“بدأت الحكومة بالتحقيق لمعرفة الجناة، لكنني لا أرى أن الوضع سيتغير كثيراً. فلن تتحقق العدالة”، وفقاً للأب أودو.

إنه صراع معقد جداً ذات جوانب سياسية ودينية واقتصادية وإتنية.

إشارة إلى أن كاريتاس نيجيريا وضعت مشروعاً لتعزيز السلام على الصعيد المحلي، بالتعاون الوثيق مع عدة أعضاء دوليين في كاريتاس.

وكشف الأب فوم أن “الناس فقدوا الثقة بالقوى الأمنية وبالحكومة. وترى كل جماعة أنها ضحية التمييز. بمشاريعنا، نريد تقريب مختلف الجماعات على الصعيد المحلي. يجب ألا ننكر وجود التشنجات، لكنها لا تبرر أبداً استخدام العنف. يجب أن نجعل الناس يفهمون أنه يمكن حل المشاكل بطريقة سلمية”.

            

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير